أجمعت جل الشهادات التي استقيناها من مجموعة من الأشخاص حضروا الحادث المأساوي الذي أودى بمصرع بائع السمك محسن فكري بالحسيمة، مساء الجمعة الأخير، أن المرحوم دفع بنفسه إلى التهلكة حينما ألقى بجسده في شاحنة النفايات واستلقى على ظهره مهددا بالموت إن تمت عملية إتلاف كمية السمك التي حجزتها المصالح المختصة، وبرأت الشهادات السائق من أي مسؤولية فيما حدث، بدعوى أن تشغيل مكبس صندوق طحن القمامة، يوجد خلف الشاحنة وان أحدهم عن غير قصد قام بتشغيله وسحق محسن فكري.
وأظهرت الشهادات معطيات دقيقة حول أسباب الوفاة عكس ما تم الترويج إليه من أن أحد المسؤولين أمر سائق الشاحنة بطحن بائع السمك. وأفاد واحد من شهود عيان، أن محسن فكري صعد إلى مؤخرة الشاحنة دون سابق إنذار، ورمى بنفسه داخل صندوق النفايات بالشاحنة واستلقى على ظهره، احتجاجا منه على قرار حجز اسماكه، مهددا بالموت إن تم إتلاف الشحنة.
وتبين من خلال نفس الشهادات أن الراحل طلب منهم مؤازرته واللحاق به بمؤخرة الشاحنة، لعرقلة عملية إتلاف السمك، حيث صعد أربعة أشخاص رفقة الهالك خلف شاحنة الأزبال، غير انه وبعد صعود الجميع بثواني اشتغلت آلية الضغط بالشاحنة، فقفز الكل منها ماعدا محسن فكري.
أما شخص آخر، فقد أكد أنه كان من المؤازرين لمحسن فكري بالصعود رفقته داخل صندوق طرح النفايات، موضحا أنه وفي خضم تعالي أصوات وصرخات المتجمهرين الراغبين في الصعود بدورهم إلى الشاحنة، أقدم والد أحد المتواجدين فوق الشاحنة على الصعود بدوره، واضعا رجليه على الدرج وراغبا في التمسك بالجهة اليمنى للشاحنة، وهي اللحظة التي يرجح الشاهد أن تكون وراء الإمساك بمكبس آلية الضغط وتشغيلها وهو ما أدى إلى سحق بائع السمك.