توقفت عجلة المؤتمر الوطني السادس عشر لحزب الاستقلال المنعقد في الرباط طيلة ثلاثة أيام الماضية، في حدود المصادقة على بعض التعديلات داخل لجنة القوانين، وقراءة البيان الختامي، وتلاوة برقية الولاء والإخلاص إلى جلالة الملك، دون التمكن من انتخاب أمين عام جديد، وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب الذين ارتفع عددهم من 21 إلى 27 عضوا. ولم يفلح القادة الذين عقدوا عدة اجتماعات طارئة حتى لا تنتقل عدواها الى المؤتمر، في اختيار مرشح متوافق عليه لمنصب الامين العام، بعدما ظل عبد الواحد الفاسي وحميد شباط متشبثين بترشحهما. وكاد أعضاء اللجنة التنفيذية يقتربون في منتصف ليلة أمس السبت من حل المشكل الخلافي حول منصب الامانة العامة في بيت عبد الصمد قيوح بالرباط، بيد أن الكلمة التي ألقاها عباس الفاسي ردا على بعض التدخلات، وأساء فيها عن طريق اللمز والغمز إلى حميد شباط، عندما قال إن الثورية يجب أن تكون مقرونة بالنزاهة وحسن الخلق والتربية الحسنة، أعادت عقارب الخلافات إلى الصفر، ودفعت شباط إلى مغادرة اجتماع اللجنة التنفيذية غاضبا صوب القاعة الكبرى للمؤتمر حيث حمل فوق اكتاف انصاره الذين شرعوا في ترديد الشعارات تهاجم عائلة آل الفاسي "لا لا ثم لا لحزب العائلة" و"لا للتوريث العائلي" وغيرها من الشعارات التي رد فيها انصار شباط على كلمة عباس الفاسي، الذي قيل انه إنه "هرب" من المؤتمر، بعد أن تناهى إلى علمه أن شباط يوجد في حالة غضب قصوى، و يمكن ان يتطور الوضع الى ما هو أخطر، فما كان من عباس الا ''الفرار" عندما امتطى سيارته، وغادر المؤتمر إلى منزله ليترك اعضاء اللجنة التنفيذية يقررون في مصير المؤتمر. وقالت يومية "الصباح" في عدد الإثنين 2 يوليوز الجاري، أنه على الرغم من أن شباط أكد لها أنه مازال مرشحا للامانة العامة رفقة عبد الواحد الفاسي، وان دورة المجلس الوطني ستبقى مفتوحة لاختيار قائد جديد للحزب، فإنها علمت من مصادر استقلالية أن شباط والفاسي أصبحا خارج سباق المنافسة، وأن مرشحا ثالثا سيظهر إلى الوجود، وسيكون متوافقا عليه بين جميع قادة الحزب. و استنادا الى التعديلات التي اقرت داخل لجنة القوانين، والمصادقة عليها في الجلسة الختامية، فان الامين العام المقبل يشترط فيه ان يكون قضى ولاية واحدة في غضون اللجنة التنفيذية الحالية، وهو ما يعني انه بكل بساطة ان السباق سيبقى مفتوحا بين اسمين بارزين، هما احمد توفيق حجيرة، رئيس اللجنة التحضيرية، و كريم غلاب، الذي وفد على الحزب في أقل من عشر سنوات الاخير.