بعد اجتماع أوّلٍ للجنة القارة المشتركة بين الفيدرالية الديمقراطية للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، في مقر المركزية الأولى، لتوحيد المواقف بخصوص القضايا الاجتماعية، غير أعضاء اللجنة الوجهة في ثاني اجتماع لها وانتقلوا صباح أمس إلى مقر الثانية بالدارالبيضاء للحسم في خطوات التنسيق المقبلة. ساعات طويلة من النقاش، والتي تجاوزت الأربع، لم تكن ساخنة على شاكلة الاجتماع الأول الذي خصص «حيزا هاما لدراسة الخيارات النضالية التي تفرضها المرحلة»، حسب البيان المشترك للنقابتين، فرفاق عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل بمعية نظرائهم في نقابة نوبير الأموي زعيم الكنفدراليين، تركوا هذه الخيارات جانبا، والسبب يعود، حسب مصدر نقابي إلى أن «الظرفية الحالية لا تسمح بالتصعيد».
الفيدراليون والكنفدراليون، الذين لوحوا بالنزول إلى الشارع مرة أخرى في مسيرة احتجاجية، بالرغم من تركهم للتصعيد جانبا إلى أن يحين توقيته المناسب، شكل لديهم الاجتماع فرصة للانكباب «على تنظيم وإعادة توزيع المهام التي أصبح يفرضها التنسيق الجديد» بين الفيدرالية والكنفدرالية، يقول المصدر ذاته.
وبالرغم من أن الاجتماع، كان «تنظيميا»، حسب تصريحات المصدر نفسه، فإنه لم يخل من انتقادات وجهت إلي الحكومة، والتي رفعت من حرارة الاجتماع في يوم صيفي قائظ بدوره، ويبقى دائما مبعث الغضب لدى الفيدراليين ورفاق الأمس الكنفدراليين، هواستمرار الحكومة «في تجاهل المطالب الملحة للطبقة العاملة».
الاجتماع الذي بدأ عاديا في البداية انتهى ساخنا، فبعد شهر على مسيرة «الكرامة أولا» التي نزل من خلالها آلاف الفيدراليين والكنفدراليين إلى وسط مدينة الدارالبيضاء للاحتجاج على حكومة عبد الاله بنكيران، لم يجد رفاق العزوزي والأموي من بدّ سوى ضبط النفس و تأجيل وضع الخيارات النضالية على طاولة النقاش من جديد يقول المصدر النقابي، «… الآن ليس وقت التصعيد».