كشفت التحريات الأولية التي أجراها محققو المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عن أن الفتيات العشر المعتقلات على ذمة التحقيق بتهمة الانتماء لتنظيم داعش الإرهابي، انخرطن في الأجندة الدموية لهذا التنظيم، وذلك من خلال سعيهن للحصول على مواد تدخل في صناعة العبوات الناسفة من أجل تنفيذ عمليات انتحارية ضد منشآت حيوية بالمملكة، أسوة بشقيق إحداهن الذي سبق ونفذ عملية مشابهة في العراق خلال مطلع السنة الجارية. وفي إطار استغلال العنصر النسوي في العمليات التخريبية كانت الشرطة الفرنسية قد اعتقلت ثلاث نساء في قضية سيارة الأسطوانات الغازية التي تم العثور عليها متروكة قرب كاتدرائية نوتردام في باريس وكن يخططن على الأرجح لهجوم إرهابي وشيك.
اعتقال عشر نساء كن على وشك القيام بأعمال إرهابية بالمغرب أسبوعا بعد اعتقال ثلاث نساء بفرنسا لنفس الغرض، يوحي بتحولات استراتيجية لدى التنظيم الإرهابي، الذي تم استنزافه في الساحتين السورية والعراقية، حيث قامت القوات العراقية والحشد الشعبي بتحرير أغلب المدن التي كانت تحت سيطرة داعش ولم يبق سوى الموصل التي تستعد هذه القوات لدخولها، وكذلك الشأن في العراق.
تصاعد وتيرة القتال في جبهة سورياوالعراق أتى على الكثيرين ممن سقطوا في الحرب وكثير منهم فر بجلده بعد أن غير جلده ومنهم من لبس ثياب النساء، وأطلق ساقيه للريح، مما أفرغ التنظيم من موارده البشرية الذكورية التي كان يعتمد عليها. هذا ما دفع بالتنظيم إلى الاعتماد على العنصر، الذي تم تجنيده منذ بداية المعارك لكن ليس لتنفيذ الأعمال الإرهابية ولكن من أجل جهاد النكاح.
كما تم تكليف بعض عناصر هذه الخلية بمهمة تجنيد نساء بهدف تعزيز صفوف "داعش" بالساحة السورية العراقية، تماشيا مع استراتيجيته التي تهدف إلى توسيع دائرة الاستقطاب داخل مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية، لتعزيز دولة خلافته المزعومة، موظفا في ذلك تقاطع مشروعه هذا مع الخلفية الإيديولوجية للعديد من الجماعات الإسلامية التي شكلت دائما حاضنة أولية للعديد من العناصر المتورطة في قضايا متعلقة بالإرهاب.
وهذا يفسر حاجة التنظيم للنساء لأن هذا العنصر قادر على احتواء التناقضات التي يمكن أن تقع بين أعضاء التنظيم، كما أنه عنصر عاطفي وبالتالي لا يطرح كثير أسئلة في تنفيذ المهام، وتأكد أن المرأة لما تتبنى الفكر الجهادي تكون أكثر إقداما على الأعمال الإرهابية من الرجل، وبالتالي هي تصلح اليوم لأمرين، فهي لجهاد النكاح ولتنفيذ العمليات الإرهابية.
هذا الانتقال من جهاد النكاح إلى تنفيذ العمليات الانتحارية يعتبر تحولا نوعيا داخل تنظيم داعش الإرهابي، خصوصا ما يتوفر لدى النساء من قدرات على التمويه تفوق قدرات الرجل بكثير.