يبالغ المسؤولون في النظام الجزائري بخصوص الآمال المعقودة على اجتماع كبار منتجي النفط داخل وخارج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، الذي يقام هذه الايام على تراب الجارة الشرقية، محملين هذا الاجتماع أشياء لا يحتملها بالنظر إلى الظروف العالمية وكذا المواقف المتباينة بين هذه الدول حول تحديد سقف للانتاج.. وفي وقت يعتبر النظام الجزائري أن هذا اللقاء يعد حاسما لكونه سيحدد مصير أسعار النفط التي ستعرف منعرجا إيجابيا أو سلبيا بعدها، إلا ان المختصون في الشأن الاقتصادي العالمي يعتبرون أن اجتماع الجزائر لن يكون هو الفصل النهائي لأزمة النفط العالمية وأن الامر يتعلق باجتماع للتشاور لا للقرارات..
ويرى المحللون الاقتصاديون بأن الجزائر لن تكون الطرف المؤثر على نتائج اللقاء العالمي، على اعتبار مكانتها الضعيفة داخل الأوبك، وإنما ستكون النتائج مبنية على اتفاق الأعضاء المنتجين للبترول على إمكانية تجميد وتعليق سقف الإنتاج في الحدود التي تم الاتفاق عليها شهر يناير الفارط، والتي لوّحت إليها العربية السعودية مؤخرا، إلا أن الأمر سيتأثر لا محالة بالموقف الإيراني القاضي برفع حصة إنتاجها بعد رفع الحصار عليها.
وفي هذا الاطار أعلن وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقنة، اليوم الثلاثاء، ان بلاده ليست مستعدة لابرام اتفاق في الجزائر ينص على تجميد انتاج النفط من اجل رفع الاسعار، وذلك عشية اجتماع غير رسمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، وذلك حسب ما اوردته وكالة فرانس بريس..
وصرح زنقنة أمام صحافيين على هامش المنتدى الدولي للطاقة الذي تستضيفه الجزائر "ليس على جدول أعمالنا التوصل الى اتفاق في غضون يومين"، مضيفا: "نحن بحاجة الى وقت لاجراء مشاورات اوسع"، مشيرا إلى امكان التوصل الى اتفاق خلال قمة المنظمة في 30 نوفمبر المقبل في فيينا.
من جهته، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، اليوم الثلاثاء، إن المحادثات بين المنتجين من أعضاء منظمة أوبك ومن خارجها في الجزائر هذا الاسبوع تشاورية. ويلقي تعليق الفالح بظلال من الشك على فرص أخذ أي قرار يتعلق بسياسات الإنتاج.
وبدوره أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، اليوم الثلاثاء، أنه من الصعب التكهن بما إذا كانت المحادثات بين منتجي النفط من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها والتي ستعقد في الجزائر هذا الأسبوع ستسفر عن اتفاق لإعادة الاستقرار للسوق.
وردا على سؤال لوكالة رويترز حول ما إذا كان أي اتفاق لتحقيق الاستقرار في السوق متوقعا هذا الأسبوع قال نوفاك "من الصعب التكهن فالمشاورات ما زالت جارية."
يشار إلى أن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يلتقون على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم منتجين ومستهلكين في الجزائر خلال الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر. وستحضر روسيا غير العضو في أوبك المنتدى أيضا.
ومن خلال هذه التصريحات، ووفقا لتحليلات الخبراء والاقتصاديين فإن لقاء الجزائر لن يكون لا ناجحا ولا حاسما بخصوص أسعار النفط التي تتحكم فيها عوامل لا دخل للجزائر فيها ولا قدرة لها على تغييرها..