خرج مئات الآلاف اليوم الأحد في مسيرة جابت شارع محمد السادس بالدار البيضاء، دعت إليها جمعيات المجتمع المدني بعيدا عن الأحزاب السياسية، وجاءت تحت عنوان "ضد أخونة الدولة والمجتمع" خرج المواطنون كبارا وصغارا، ومن مختلف المناطق من وجدة إلى مدن الصحراء المغربية، ومن كافة الفئات، والكل خرج لمواجهة طغيان بنكيران، رغم اختلاف فهم الناس لهذا الطغيان. المواقع الالكترونية، التي يمولها حزب العدالة والتنمية من المال، والكتائب الالكترونية للحزب والطبالجية وبعد أدعياء الفهم السياسي، رددوا لازمة واحدة معتمدين على بعض الصور، التي تضم رجالا ونساء من كبار السن، وأنهم لا يفهمون ما هو مكتوب في اللافتات، طبعا لا يفهمون ذلك ولكنهم خرجوا ضمن جمعيات المجتمع المدني التي تؤطرهم ضد طغيان بنكيران، الذي أوصل البلد للإفلاس.
العنوان الذي أخرج الناس هو الطغيان، والأخونة جزء من ممارسة الطغيان او طريق للإمساك بمفاصيل السلطة التي تمكن الحزب من أجل ذلك، وإلا أن الذين خرجوا متفقون على أن حزب العدالة والتنمية يتاجر بالدين ويستغله، وهذه يفهمها المثقف كما يفهما الشيخ غير المتعلم الذي شب على تدين مغربي متسامح ولا يقبل "موالين اللحي" أصلا، فلهذا على الأقلام، التي تفهم كثيرا أن تسكت، فآباؤنا أول من واجه الأخونة منذ ظهرت "اللحى" نهاية سبعينات القرن الماضي.
بغض النظر عن تفاصيل المسيرة، التي أثارها الذين ألفوا الحجر على الناس، فإن المسيرة رفعت شعارات وعبرت عما يختلج صدور المواطنين، وتصدت لما لم تقله الأحزاب التي تمارس سياسة المجاملات، وقالت بالمكشوف إن حكومة بنكيران أرهقت المغاربة واتعبت الأسر من خلال الرفع من الأسعار ورفع سن التقاعد واتخاذ إجراءات ضريبية خطيرة.
المواطن الذي خرج ضد الأخونة يخاف على بلاده مما يفعله الإسلام السياسي والجهادي في البلدان العربية، وهو الشيء الذي لم يعد خاف على المواطن المغربي سواء كان متعلما أو لكن متعلما، كما أن المغربي يرى أن هذا التيار لن يأتي بالخير للمغرب، ولهذا خرج، وعلى من لم يخرج أن يحترم الآخرين.