يعتزم وزير الاقتصاد الفرنسي إيمانويل ماكرون، تقديم استقالته من الحكومة، الثلاثاء 30 غشت 2016. وأفادت إذاعة "إر. تي. إل"، بأن "ماكرون سيلتقي الرئيس أولاند بعد ظهر اليوم، لكي يقدّم له استقالته من الحكومة". وتأتي هذه التطورات بعد نحو 6 أسابيع من تهديد الرئيس الفرنسي، للوزير ماكرون بالفصل من الحكومة "في حال لم يحترم الإجماع الحكومي ولم يلتزم بروح الفريق، وتكريس كل الوقت للعمل، بدلا من السعي خلف الطموحات الشخصية بالتفكير في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة".
وكان وزير الاقتصاد الفرنسى مانويل ماكرون قد دعا، يوم 12 يوليوز المنصرم، أنصاره إلى المضى قدما "حتى العام 2017 وحتى النصر"، ليكشف بذلك ضمنيا عن طموحاته الرئاسية ولكن من دون أن يعلن صراحة ترشحه للإنتخابات المقررة العام المقبل.
وفى خطاب ألقاه فى باريس أمام أعضاء حركته السياسية "إلى الأمام" التى أسسها مؤخرا وتضم حوالى ثلاثة ألاف مناصر، قال الوزير الشاب (38 عاما) آنذاك "اعتبارا من هذا المساء علينا أن نكون ما نحن عليه، أي حركة الأمل".
وأضاف بنبرة حماسية كما لو كان فى خضم حملة انتخابية "الآن ما من شيء سيوقف هذه الحركة سنقودها معا حتى 2017 وحتى النصر".
وتعتبر المسيرة السياسية لهذا المصرفي السابق غير اعتيادية. فقد رعاه الرئيس فرنسوا هولاند ودخل إلى الحكومة للمرة الأولى في 2014 بدون أن يكون عضوا في الحزب الاشتراكى أو ينتخب لأي مقعد.
ومنذ ذلك الحين احتفظ بحريته في مواقفه وفاجأ في بعض الأحيان معسكره، وخصوصا بشأن الضريبة على الثروة أو ساعات العمل.
وفى مطلع أبريل، أسس ماكرون في خطوة مفاجئة حركته السياسية، مؤكدا أنها "لا تنتمي إلى اليمين أو اليسار"، مما أثار تكهنات بشأن طموحاته الرئاسية لانتخابات 2017. ولهذا السبب اصبح مكروها من طرف جزء من اليسار الذي بات يرى فيه تجسيدا للتحول الاشتراكي الليبرالي للسلطة التنفيذية، لكنه بالمقابل أثار إعجاب جزء من الناخبين الراغبين فى تجديد سياسي.