وكالة الأنباء الموريتانية، وبدون حياء تاريخي، تقول إن رئيس الجمهورية تلقى رسالة من أخيه الرئيس إبراهيم غالي، تقصد الزعيم الجديد لجبهة البوليساريو، متعلقة بالتطورات الأخيرة في قضية الصحراء وبجهود الأممالمتحدة لإيجاد حل للنزاع. وهي رسالة مشبوهة حيث قارن ولد عبد العزيز نفسه برئيس جمهورية افتراضية. وبعد أن فشلت القمة العربية التي احتضنتها نواكشوط، حيث لم يكتب لهذا البلد أن يحتضن فعلا عربيا ناجحا، جعلت موريتانيا من الرسالة التي تلقاها الرئيس ولد عبد العزيز من زعيم البوليساريو، رسالة موجهة للمغرب.
وتحاول موريتانيا لعب دور إقليمي، لكن القمة العربية التي حضرها بضعة رؤساء وجعلت من هذا البلد موقعا للحديث السيء حيث تم وصف نواكشوط بمدينة الجردان التي لا يوجد فيها فندق واحد صالح لمبيت الوفود المشاركة في القمة العربية، وكان الوفد اللبناني ينتقل للمغرب قصد المبيت بينما فضل عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري، عدم الحضور نظرا لوجود تهديد لحياته نتيجة انعدام الأمن.
وتبين اليوم أن الرئيس ولد عبد العزيز، الذي يتلمس طريقه نحو فعل ما في المنطقة، (تبين) أنه لا يجد ذاته إلا في القيام بأعمال ضد المغرب ومعاكسة واستفزاز هذا البلد الجار. فمنذ وفاة محمد عبد العزيز، الزعيم السابق للبوليساريو، لم يعد لولد عبد العزيز أي ملف يهتم به غير ملف الصحراء وفق وجهة نظر الانفصاليين.
ومن تفاهة الوضع الذي وجد فيه الرئيس الموريتاني نفسه ما نقلته الوكالة الموريتانية للأنباء فقد أدلى المسؤول الانفصالي لها في نهاية اللقاء بتصريح قال فيه "كان لي شرف مقابلة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز حيث سلمته رسالة من أخيه الرئيس إبراهيم غالي، تتعلق بآخر تطورات القضية الصحراوية ومساعي الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل لها". وأضاف المسؤول الصحراوي أن الرسالة "تتعلق كذلك بالعلاقات الثنائية" بين موريتانيا والجمهورية الصحراوية.
عن أي علاقات ثنائية يتم الحديث؟ وهذا ما ينطبق عليه المثل المغربي القائل "اللي دار راسو في النخالة ينقبو الدجاج". علاقات بين جمهورية تتوفر على شارع واحد وجمهورية داخل مخيمات الاحتجاز؟