يظهر أن الذين تابعوا قضية الخيانة الزوجية للمسماة هند زروق المنتمية لجماعة العدل والإحسان، قد صدموا فعلا للواقعة، ولم يستسيغوا أن تقع سيدة في مثل سنها ومركزها وهيبتها المزيفة في شراك رجل لا هو بزوجها ولاهو بقريب لها. ولأن الصدمة كانت قوية خصوصا وأن "هند" سيدة حرصت طوال حياتها الشبقية على أن لاتنزع القناع الذي يغطي مابداخلها من مكبوتات، فإن جماعة العدل والإحسان لم تعط لنفسها فرصة لكي تتحقق من القضية، وكأن كل من بداخل الجماعة جوهر والماس لايقرب الفاحشة. وهنا يطرح سؤال عريض هل أصبحت الجماعة مخبأ لكل من توسخت ملابسه بالفسق والفجور، وهل هي جماعة للدعوة وطريق الله كما يدعي مرشدها، أم انها مغارة للإحتماء من البوليس والقضاء وأعين الصحافة.
لكن مايحز في النفس هو أن تصبح لهذه القضية ابعادا سياسية، يتسلق عليها الجميع طالبا مودة الجماعة وصكوكها، وهنا نقصد من كلامنا بعض المنتمين لحزب العدالة والتنمية، مثل المدعو احمد الشقري الديني الذي يدعي في مقال نشره في موقع يخدم أجندة العدل والإحسان، انه عضو في الأمانة العامة للحزب، بينما هو عضو صغير في المجلس الوطني، وحينما يكتب الشقيري فإن كتاباته دائما تكون إما لتبجيل الشيخ ياسين او نادية ياسين او هما معا، أو للدفاع عن فاحشة ارتكبها عضو في جماعة العدل والإحسان، التي يحبها الشقيري ويموت فيها حتى اننا لم نعد نميز بين انتمائه لحزب بنكيران او جماعة ياسين. الذين كتبوا عن موضوع هند زروق، لم يسألوا عن تاريخ هذه السيدة وممارساتها وسلوكاتها، التي شهد فيها جيران البيت الذي كانت تأتي له مختبئة لتلتقي رجلا غير زوجها، ولم يسألوا هل الواقعة فعلا حقيقية ام لا، فهم استبقوا الكل وقالوا انها بريئة، وتم اختطافها.
اولا: اختطاف هذه السيدة أمر مستبعد جدا، لسبب واحد وهو انها كانت على اتصال دائم بالهاتف مع زوجها. ثانيا: فالسيدة هند زروق سيدة معروفة على نطاق واسع بشبقيتها وحبها للرجال، وهذا أمر لايتجادل فيه اثنان.
ثالثا: فالتحليلات الطبية التي اجريت على عينات "لعاب" "هند زروق" وخليلها بينت بما هو ملموس وعلمي أن الحمض النووي ADN يتواجد بشكل مطابق تماما للعينات التي اخذت لتحليلها من على جسميهما معا .
رابعا: اخلاء سبيل هند زروق لايعني انها بريئة، فالمطالب الأول بالحق المدني في حالة الخيانة الزوجية هو الزوج نفسه، اي ان الزوج يمكنه ابراء أو السماح لزوجته في اية لحظة لكي يطلق سراحها. وهناك امثلة كثيرة في هذا المجال تكون احد أسبابها "الحد من الفضيحة"، وعندما يتعلق الأمر بجماعة تعيش من مصطلحات مثل الشرف، والعفة، والوقار، فقد كان لزاما على الزوج اتخاذ هذا القرار حتى ولو انه رأى زوجته بأم عينيه وهي في الحالة التي ضبطت عليها. ان الذين قاموا بعملية الإعتقال، هم اناس مثلنا يشتغلون من أجل الصالح العام، ولو لم تكن هناك شكايات من متضررين، ووشايات في الموضوع، لما تم اخبار النيابة العامة أصلا ولم يتم اعتقال الزانية. الذين حرصوا على سير القانون مستعدون اليوم للقسم الشرعي امام أي وكيل للملك، وأمام اي فقيه شرعي تنتذبه النيابة العامة لكي يدلوا بالشهادة الشرعية في حق هذه السيدة، وهم على استعداد لهذا القسم اذا كان لزاما للمغرب بأن يعود لعهود الخليفة العباسي وعمر بن الخطاب. فهل السيدة "هند زروق" ومن كانت تختلي معه في بيت غير بيتها، مستعدان لهذه الشهادة؟
ان القسم الشرعي وامام الملأ هو ما اصبح ضروريا على مايبدو في هذه الواقعة. بالنسبة للبعض هناك جهات تحرك مثل هذه القضايا، و لايجد هؤلاء اي حرج في تعليق كل شيء على شماعة المخزن تارة والمخابرات مرة ثانية، والسيد الشقيري الديني هو واحد من هؤلاء الذين لايعطون للعقل فرصة ليشتغل، فبالنسبة لهم الأمطار لم تنزل فهو امر مخابرات، و بنكيران زاد في ثمن المحروقات فهو امر مخابرات، والفيسبوك سرب الامتحانات فهو امر مخابرات. ولكم في قضية المختل الأزمي الكثير من العبر، فحامي الدين عضو الأمانة العامة للحزب كان يستعد لإطلاق حملة وطنية لأنه متيقن من أن المخابرات كانت وراء خلله وهربه من والديه، لكن وزير العدل قام بعمله وأظهر ان الأمر لايعدو نزوة مراهق، مما جعل حامي الدين يبتلع لسانه ويصمت.
قضية هند زروق علينا ان نعطيها ما تستحق من التحليل والتأمل، وليس الحكم المتسرع على ان العملية هي شغل مخابرات، أو اختطاف، أو ما الى ذلك من أفكار الكسلاء، وممتهنو الخلط والكلام الفارغ.
إن القطاع النسائي لجماعة العدل والاحسان اصبح يشكو منذ مدة طويلة من مشاكل كثيرة، منها الصالونات التي تحولت الى مواخير للبيع والشراء في كل شي بعيدا عن المراقبة، فهذه الجلسات الخاصة تبدأ بالدعوة الى الله وتنتهي الى امور يخجل الجن من ذكرها فما بالك بالأنس.
قضية الزنى التي ضبطت فيها "هند زروق" وانكرتها، وقبلها نسوان كثيرات داخل الجماعة، على الجميع ان ينكب على دراستها، خصوصا وأن القانون لم يعد قادرا على كبح جماع عفوا جماح نسوة تفجرت مكبوتاتهن في بيت بنيت اعمدته من قصص الشرف والعفة.