من غرائب الزمان وهوان الدنيا أن تحاضر العاهرة في الشرف وأن يؤم الناس أخبث الناس. جماعة العدل والإحسان التي تعتبر عشا للزنابير ووكرا للجريمة تقود حملة "زيرو كريساج"، وكتبت في موقعها، غير التفاعلي طبعا من فرط دكتاتوريتها، "ناشطون فيسبوكيون يطلقون حملة "زيرو-كريساج" تنديدا بالتقصير الأمني اتجاه الجريمة"، فالجماعة التي تقود الحملة تحمل سجلا حافلا من الجرائم والجنح. قبل أن تقود الجماعة الحملة عليها أن تعتذر لعائلات المعطي بوملي، الذي اغتاله فصيل طلبة العدل والإحسان سنة 1991 بمدينة، وأيت الجيد بنعيسى، الذي اغتاله الفصيل بشراكة مع فصيل الطلبة التجديديين بفاس سنة 1993. وهي جرائم كاملة الأركان واعترف أعضاء الجماعة بوجدة بالجريمة المذكورة.
الهدف من وراء الحملة هو إحداث الفوضى لا أقل ولا أكثر، لأن ادعاء انتشار الكريساج في المجتمع المغربي قمين بإدخال الرعب في نفوس المواطنين وسيجعل من المواطنين شعبا من المرعوبين والخائفين مما سيؤثر على الحياة الطبيعية للبلاد، كما من شأنه أن يحدث شرخا بين المواطن والأمن، الذي يحمي الاستقرار.
فجماعة العدل والإحسان، التي فقدت بريقها الاجتماعي وبدأ أتباعها يتململون نتيجة انسداد الأفق الذي رسمته لنفسها، تبحث عن التعويض عن خسارتها لمواقعها لفائدة قوى أخرى، ولا يهمها أن يكون الموضوع خطيرا يؤثر على استقرار المجتمع.
تدعي الجماعة أن الأمن غير متوفر للمواطن، رغم أن عناصر الشرطة توقف يوميا العديد من المجرمين والجانحين وبأعداد كثيرة، والإحصائيات دالة على ذلك، ومما يدل على أن الجماعة هنا تستهدف رمزية الأمن الوطني، باعتباره رمز الاستقرار والآمان، هو التركيز على الأمن فقط رغم أن محاربة الجريمة تحتاج إلى متدخلين متعددين.
الجريمة موجودة في كل المجتمعات، وليس المغرب استثناء، لكن تصويره بأنه مرتع "للمشرملين" ففي ذلك تجني على المجهودات التي يقوم بها هذا الجهاز، حيث لو كان المغرب كما يصورون ما استطاع أبناء الجماعة أن يتحركوا شرقا وغربا شمالا وجنوبا دون أن يمسسهم سوء.