عرفت حملة "زيرو كريساج"، التي دعا إليها مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا "فايسبوك"، انتشارا واسعا وتجاوبا مع رواد وزائري هذه المواقع. وتجاوب العديد من النشطاء ورواد هذه المواقع، مع الحملة، وأعلنوا تضامنهم معها، خصوصا مع نشر صور مروعة لمواطنين تعرضوا لاعتداءات شنيعة بالأسلحة البيضاء. وباتت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تعج بهذه الصور المروعة للضحايا، وصور لمن فارق منهم الحياة إثر تعرضه لنزيف حاد جراء الاصابات البليغة. كما عجت صفحات الفايسبوك بصور لشبان يحملون سيوفا وخناجر ويهددون الآمنين ويتوعدونهم بسلبهم كل ما يمتلكون مع ترك علامات في أجسادهم. وطالب هؤلاء النشطاء من مسؤولي الأمن بالمغرب، التدخل السريع لحماية المواطنين من "عربدة" هؤلاء الشباب "المشرمل" وذلك بتعزيز قواة الأمن بكل أحياء وأزقة المدن سواء الكبرى أو الصغرى. الحملة وجدت ترحيبا واسعا من قبل مختلف فئات المجتمع، الذين بادروا الى نشر هذه التدوينات والصور المطالبة بتعزيز الأمن وإنجاح حملة "زيرو كريساج"، خصوصا وأن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عبروا عن تخوفهم من انعدام الأمن ومن أن تطالهم سيوف وسكاكين هؤلاء الشباب الذين كما أظهرت بعض الفيديوهات، لا يبدون أي تخوف من أي جهة قانونية. كما طالب البعض بإعادة شرطة القرب المعروفة ب "كرواتيا"، لإحلال الأمن والأمان. وقد طالب نشطاء حملة "زيرو كريساج" المسؤولين عن جهاز الشرطة بتنظيم حملة أمنية للتصدي لظاهرة "الكريساج" وحاميلي السيوف بشوارع المملكة. مشيرين إلى أن الوضع أصبح جد كارثي.. "الكريساج" بالنهار والليل حتى أصبح المرور عبر الأزقة من سابع المستحيلات. ليضيف بعض رواد الحملة : "ولات السيبة وحنا فبلد الأمن و ف 2016 ماشي فالعصر الحجري ...الناس ولات خايفة تخرج بالليل، الشفارة ولاو دايرين حظر التجول في بعض المناطق هالي قطعوا ليه العصب ديال ايديه هالي قسموا ليه راسو ها لي خسروا وجهوا الخ.... واش حنا فعصر قريش ؟؟ والإجرام غاذ كايكثر ..... ليختتم تدوينته ب "المرجو من المسؤولين على الجهاز الأمني التدخل بسرعة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبت بأمن وسلامة المواطنين فنحن في بلاد الأمن والأمان الله يحفظنا ويلطف بينا". هذه الحملة تعيد إلى الأذهان ظاهرة "التشرميل"، التي ولدت قبل سنتين، وظهرت صور لشباب بقصات شعر غريبة وهم يحملون سيوفا وسكاكين كبيرة ويهددون بشرملة كل من يصادفونه في طريقهم، إلا أن هذه الظاهرة تم التعامل معها أمنيا بحزم كبير، مما خلف ارتياحا لدى المواطنين. فهل ستجد الحملة صدى واسعا لدى المسؤولين؟ وهل سيتم التعامل مع حملة "زيرو كريساج" كما تم التعامل مع حملة "زيرو ميكا" وقبلها مع ظاهرة التشرميل التي لازالت ترخي بظلالها حتى الآن؟.. ذاك ما ينتظره المواطنون وذاك ما ستسفر عنه الأيام القادمة.