صادق مجلس الحكومة، اليوم الخميس،على تعيين السيد رضوان بلعربي في منصب المدير العام للشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق، وهي شركة أنشئت منذ الثمانينات من أجل إنجاز مشروع الربط القاري بجبل طارق بالتعاون مع إسبانيا، وذلك طبقا لأحكام الفصل 92 من الدستور. السيد رضوان بلعربي، ترك وزارة التجهيز والنقل يتيمة حيث شغل فيها منصب الكاتب العام وهو ما يشهد به العارفون بكفاءاته العالية ومهنيته الكبيرة، كما سبق أن شغل منصب الكاتب العام لوزارة الاتصال، وغادرها سنة 2013. حيث أجمع الكل على أنه أدار الكثير من الملفات باقتدار وحنكة. له صورة جيدة جدا لدى الصحافيين المغاربة الذين غالبا لايجمعون على شخص في خصاله الحميدة مثلما أجمعوا على رضوان بلعربي.
بلعربي ليس رجل صدام حتى مع الذين يختلفون معه وكان يصبر على من يتناقضون معه حتى يعودوا إلى رشدهم. كل مكونات الإعلام بالمغرب أقرت بحنكته. نقابة الصحافة وفيدراليتي الناشرين وشركات التوزيع وحتى الوزير نفسه. في 18 أبريل 2013 حملته رياح التعيينات إلى حيث يرتاح ويمكن أن يعطي أكثر وأحسن. حملته إلى وزارة التجهيز والنقل كاتبا عاما. كان ينبغي أن يستمر طويلا في هذا المنصب لأنه خبير في الأوراش الكبرى والمهمة، لكن تسير الرياح بما لا تشتهي السفن. تسير الرياح بما لا يريده عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل.حيث أعلن الوزير التخلي عن الكاتب العام الناجح لأسباب غير معروفة.
غير أن العارفين بخبايا الأمور يقولون إن الوزير ظل على خلاف مع كاتبه العام. ليس لسبب تقني ولكن لأن هذا الأخير رجل "معقول" غير مطواع لرغبات الوزير، لهذا اختار رباح "غير ذات الشوكة"، أي الإتيان بكاتب عام "على قد يده" يأتمر بأوامر الوزير دون أن ينبس ببنت شفة، بينما بلعربي ليس من هذا النوع لأنه ذو خبرة طويلة. بلعربي تم تعيينه مديرا عاما لهذه المؤسسة في ظرف دقيق. من المنتظر إنشاء عشرات المشاريع الكبرى والمهمة في الفضاء المتوسطي. المدير العام الجديد راكم تجربة كبيرة في كل الأوراش الكبرى التي نفذتها وزارة التجهيز والنقل في السنوات الأخيرة. هو ثالث ثلاثة يتولى هذا المنصب المهم والكبير. يعتبر خلفا لكل من محمد القباج ومزيان بلفقيه وكلاهما شغل منصب مستشار ملكي. من المهندسين القلائل في المغرب الذين يمتلكون مثل هاته الملكات في إدارة الأوراش الإستراتيجية. لا يمكن أن يحتل هذا المكان ويملأ كرسي الرجلين إلا شخصا قادرا على رسم الاستراتيجيات الكبرى في الميدان.
لقد كان رباح ومن معه يعدون لإبعاد الرجل عن وزارة التجهيز بشكل نهائي، حيث تم تسريب خبر إلى احدى المواقع المعروفة بارتباطاتها المشبوهة مع رجل أعمال "يساري" يساند الحزب الأغلبي، وزعم الخبر أن بلعربي مرشح لمنصب كاتب عام لوزارة الداخلية. لقد كان سعي الجهة التي سربت الخبر أن يتم إبعاد الرجل، ذو الخبرة الطويلة والمعروف بنزاهته وإخلاصه، عن كل المجالات التي لها علاقة بالتجهيز. لكن القدر كان يخبئ للرجل موعدا آخرا كي يسطع نجمه أكثر وهذه المرة في سماء العلاقات الإستراتيجية بين المغرب واسبانيا ومعها الإتحاد الأروبي، تعيين إطار كبير من مستوى رضوان بالعربي يبشر بأخبار سارة حول الربط بين القارتين سيكون لامحالة بلعربي هو من ينزل المشروع على أرض الواقع وهذا ما يأمله المغاربة.