يواصل إخوان بنكيران اللعب على حبلين وذلك من خلال تقسيم الادوار فيما بينهم، حيث يتقمص بعضهم دور المعارضة في مواجهة الحكومة التي يقودها زعيم حزبهم الممثل فيها بعدد لا يستهان به من الوزراء.. آخر حلقة في مسلسل النفاق، الذي يتقنه اخوان بنكيران اكثر من غيرهم، هي إقدام احد مستشاريهم اليوم، ضمن الاسئلة الشفوية الموجهة لوزير الصحة، على توجيه سؤال حول "نفاية الطاليان"، حيث طالب سيادته من الحكومة في شخص الوزير الوردي ب"إرجاع هذه الحمولة برمتها بدون مزايدة، حتى تجرى التحاليل والاتباثات التي تدل على سلامتها.."
كما طالب مستشار العدالة والتنمية بفتح تحقيق في الموضوع ، لأن صحة المواطنين، يضيف المتحدث المعارض "فوق كل اعتبار" وليست مجال مزايدات سياسية..قبل ان يختم سؤاله بانهم في العدالة والتنمية يريدون ان "يسير وطننا في اتجاه حفظ سلامة المواطنين.."
هذا ما جاء في سؤال سيادة المستشار الذي نسي بان حزبه هو الذي يقود الحكومة وبالتالي فإن مجال هذا السؤال ليس البرلمان بل "كتشينة" الحزب أي مطبخه الداخلي، وهو المكان المناسب لدارسة هذه الفضائح والاجابة عن اسئلة المواطنين حولها، وليس داخل مجلس المستشارين لإقناع ملايين المغاربة الذين يشاهدون التلفزة بان الحزب معهم، والحال ان الفضيحة، إن تأكد أن هناك فضيحة بالفعل، هي من مسؤولية حزب العدالة والتنمية الذي يجب ان يتحمل مسؤوليته مادام قبل تسيير الشأن العام انطلاقا من مبدأ اقتران المسؤولية بالمحاسبة، اما اللعب على حبلين فقد تعب منه المغاربة وملوه ولا ينتظرون سوى محطة الانتخابات التشريعية لرد الصاع صاعين لكل من كان مسؤولا على تدهور اوضاعه في مختلف المجالات..