قال شارل سان برو المدير العام لمرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس ، ان انتخاب ابراهيم غالي زعيما جديدا لمجموعة "البوليساريو" الانفصالية، مرادف لطريقة اشتغال هذه الحركة على نمط حقبة ما بعد الستالينية، ذلك انه لم يكن هناك سوى مرشح وحيد، ونتيجة شبيهة بالحصص المفبركة لنظام كوريا الشمالية. واضاف الخبير الفرنسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ان هذا الانتخاب يكتسي دلالة بالنظر الى كون الحركة ليست سوى دمية في يد الجزائر ، مشيرا الى أن ابراهيم غالي الذي كان ممثلا بمدريد حتى سنة 2008 ، غادر اسبانيا بعد ان فتحت العدالة الاسبانية تحقيقا قضائيا لضلوعه في جرائم قتل وتعذيب.
ووصف شارل سان برو ، ابراهيم غالي الذي كان ايضا ممثلا دائما للبوليساريو بالجزائر ، بانه احد عناصر الحرس القديم للحركة، مضيفا انه نفذ وسينفذ كل ما يملى عليه من طرف أسياده قادة الجزائر.
وتابع الخبير الفرنسي "يقال ان الزعيم الجديد للبوليساريو يجسد خطا متشددا، وفي الواقع فان هذه الحركة الانفصالية ليس لها لا خط ولا رؤية سوى ما تقرره لها الجزائر التي تتخبط في ظل أزمة خانقة ذات صلة بخلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، وهو ما يدفعها الى لفت الانتباه عن الازمات الداخلية بتكثيف الدعاية المعادية للمغرب .
وبخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، يضيف الخبير الفرنسي، ان المشكل يوجد في الجزائر، وسيظل مادامت الجزائر بين أيدي مجموعة جعلت من هذا الملف سجلا تجاريا، ومتغيرا يخدم سياستها.
واعرب شارل سان برو في هذا الصدد عن أمله في أن تدرك منظمة الاممالمتحدة ،أن هذه المهزلة يجب أن تتوقف .
وبعد أن أكد ان وفاة محمد عبد العزيز ، مثل الانتخاب الاخير لابراهيم غالي على رأس البوليساريو لم تشكل حدثا ،قال ان الانفصاليين لا يمثلون شيئا، وخاصة سكان الصحراء المغربية، ولا حتى المحتجزين في المخيمات الجزائرية التي يعيشون تحت سيطرتها.