تفاجأ المغاربة مساء الأربعاء، لطريقة تواصل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الملتحية، مع الصحفيين المحاورين، جامع كلحسن عن القناة الثانية و البارودي فاطمة عن القناة الأولى، من جهة و مع المتتبعين للقناتين و من جهة أخرى لقاء الاربعاء، جاء بطلب من رئيس الحكومة، من اجل شرح على الهواء مباشرة أسباب قرار رفع أثمان المحروقات الذي اتخذته حكومتة مؤخرا و دخل حيز التطبيق اليوم الثاني من الشهر الجاري.
و المثير للانتباه، و الضحك أيضا، هو الارتباك الشديد الذي أصاب عبد الإله بنكيران الرجل الأول بعد الملك حسب البرتوكول المغربي، حيث كشف المغاربة أن رئيس حكومتهم يجهل جميع أبجديات مقابلة تلفزيونية أو حوار صحفي على الهواء مباشرة، فكان الارتباك يتجلى في القيام بحركات غير عادية و لا تليق برئيس حكومة كتحريك الكرسي مثلا، الذي يعتبر من الأخطاء الكبرى أثناء المقابلات التلفزيونية، بحيث تزعج المشاهد و المحاور و المخرج.
ارتباك بنكيران، كان واضحا أيضا في تعصبه بأفكاره و محاولته تمرير رسالة 'غير مفهومة' إلى المشاهدين دون تفاعله مع الصحافيين و استفراده طول مدة البرنامج الذي تجاوز 55 دقيقة و مقاطعة محاوريه ضاربا عرض الحائط قواعد التلفزيون و برتوكوليه.
كلام بنكيران، كان عبارة عن تقديم تبريرات لقرار حكومته، بدل من الدفاع عنه و الحلول البديلة التي ستقوم بها حكومته عاجلا لإنقاذ الفئات المستضعفة من الشعب المغربي، الشئ الذي خرج النقاش عن سياقه فانتقل بنكيران من الدفاع إلى التبرير و من نقاش عبر سؤال و جواب الى 'مونولوغ' يستحوذ فيه ضيف البرنامج عن كل الوقت المخصص لذلك .
السيد رئيس الحكومة، انتقل من المعارضة إلى تسيير الشأن العام، لكن طريقة تواصله ايام المعارضة لا تزال نفسها و هو رئيسا للحكومة، فإذا قال المغاربة أمس ان 'بنكيران كيدير هادشي غير باش يحكم'... فما ذا سيقولون الان؟ الجواب رئيس 'حكومتنا فضحنا في التلفزيون'.
طريقة التواصل و الخرجات الإعلامية لرجال السياسة، تعني جزءا من سلوكه و أخلاقه قبل أن تكون عملا تواصليا، فبنكيران فشل في تدبير أول ملف اجتماعي.