تحول حوار عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة على القناتين الرسميتين الأولى والثانية إلى مونولوغ في ظل غياب شبه تام للمنشطين، فاطمة البارودي عن الأولى وجامع كولحسن عن الثانية. وطيلة مدة البرنامج الذي استغرق نحو 45 دقيقة سيطر بنكيران على الكلمة، ولم يترك الفرصة للمنشطين طرح أسئلة خارج ما هو متفق عليه مسبقا، وكان يقاطعهما أكثر من مرة حتى قبل أن يتكلموا، ونهر جامع كولحسن مرة وهو يقول لها بأنه هو من طلب الحوار معهم، وبالتالي من حقه أن يتحدث بدون مقاطعة، لذلك لم يسمح له عندما أراد فعل ذلك ورد عليه في بداية البرنامج "ما تقاعنيش حتى نكمل الجواب ديالي". أما فاطمة الباردوي التي ظلت طيلة البرنامج تبتسم وتردد وراء بنكيران بعض عباراته او تسبقه إلى استنتاج بعض خلاصته لتبدي له مواقفتها على ما يقوله فكان حضورها باهتا. ومن خلال تقييم عام للبرنامج يمكن القول أن بنكيران كان كمن يتحدث لنفسه. وطريقة المنولوغ التي فرضها على محاوريه أتت بنتائج عكسية لأنه ظهر في البرنامج كشخص يريد أن يقول بأنه يحتكر الحقيقة ولايسمح لأحد بمناقشته، وبدا ذلك جليا من خلال قسمات وجهه عندما كان يظهر متهجما أو منفعلا وهو يطرح أفكاره أو يدافع عن بعض قراراته.