للذين لا يزالون يشكون في أن النظام الجزائر هو الآمر والناهي داخل مخيمات العار بتندوف، وهو المسؤول عن النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، (لهؤلاء المشككين) أن يمعنوا النظر في قرار الوزارة الاولى بالجزائر والقاضي بمنع صحفيي "الخبر" و"الوطن" وتلفزيون "الخبر. كي. بي. سي"، من تغطية مراسيم تشييع جنازة زعيم الانفصاليين المقررة اليوم السبت ببير لحلو الواقعة في المنطقة العازلة.. مسؤولو مصلحة التشريفات التابعين للوزارة الأولى الجزائرية، لم يقدموا صباح أمس، أي تبريرات مقنعة للصحفيين الثلاثة بخصوص منعهم من امتطاء الطائرة المتوجهة إلى مطار تندوف، ومنه إلى مخيمات العار بالحمادة جنوب غرب الجزائر..
والغريب في الأمر، حسب ما أوردته اليوم جريدة الخبر الجزائرية، ان المسؤول بالتشريفات نادى على أسمائهم المدونة في القائمة التي كان يعتمدها للتأكد من هويات المشاركين في الرحلة الجوية، قبل ان يخبرهم بان أسماءكم غير واردة في القائمة التي سلمت له، رغم انه نادى عليهم استنادا إلى تلك القائمة، وشاهد المعنيون تلك الأسماء، كما شاهدها كل الحاضرين.
ولتبرير هذا المنع المفضوح، قال المكلفون بالتشريفات إن "التنقل إلى تندوف مسموح فقط للصحفيين الذين اعتمدتهم مصالح الوزارة الأولى"، ورغم ان ما يسمى بسفارة الجمهورية الوهمية بالجزائر العاصمة ردت بالإيجاب على طلبات انتدابهم مع تحديد توقيت الرحلة الجوية من مطار هواري بومدين على الساعة السابعة صباحا، إلا ان المسؤولين على التشريفات بوزارة الاولى الجزائرية كان لهم رأي آخر رغم ان الصحفيين الممنوعين قاموا بالإجراءات التي يتبعها الصحفيون الجزائريون والأجانب للتنقل إلى مخيمات المحتجزين في تندوف.
وحاول الصحفيون الاتصال بمسؤول مصلحة الإعلام في الوزارة الأولى، الذي رافق عبد المالك سلال إلى تندوف، لاستفساره عن الجهة التي قررت منع الصحفيين الثلاثة من التنقل إلى تندوف، لكنه رفض الرد على اتصالاتهم الهاتفية.
ولما لاحظ الصحفيون الذين دخلوا إلى قاعة المطار أن زملاءهم الثلاثة منعوا من الرحلة، قرروا أن يقاطعوها هم أيضا.
ورغم ان جريدة الخبر معروفة بمواقفها الداعمة للانفصاليين فإن ذلك لم يشفع لها عند سلطات النظام الجزائري، بعد معارضة هذا الاخير عملية شراء الملياردير القبايلي المعارض "اسعاد ربراب" لأسهم الخبر في الشركة المالكة لها، لتنقل خلافها مع هذا الطرف إلى مخيمات تندوف التي تسيطر عليها بالكامل وتحرك زعماء الجبهة الانفصالية الذين يؤتمرون بأوامر العسكر والمخابرات الجزائرية، رغم أن الجزائر تتبجح دائما ان لا دخل لها في هذا النزاع المفتعل..
وتأتي هذه الواقعة لدحض ادعاءات النظام الجزائري وتكشف للعالم ان هذا الاخير هو الآمر والناهي داخل صفوف البوليساريو وما الجبهة الانفصالية إلا واجهة تصرّف الجزائر من خلالها ازمتها ومواقفها العدائية ضد المغرب، وهي الآن تحاول البحث عن خليفة لدميتها عبد العزيز وتخشى من بعض المنابر الاعلامية ان تكشف ما تخطط له بالمخيمات خاصة ان مسؤولين كبار في النظام الجزائري تنقلوا إلى تندوف للمشاركة في جنازة زعيم الانفصاليين ومحاولة تهدئة الاوضاع والبحث عن خليفة آخر يكون طوع ايديهم..