في خطوة سابقة من نوعها، أصدر رئيس الحكومة المغربية، عبد الاله بنكيران، مرسوما حكوميا يقضي بعقوبة سالبة للحرية في حق الممثل قانوني لكل جريدة تنشر دعايات المشروبات الكحولية...دون الاعلان عن الحلول البديلة التي ستقدمها الحكومة لذات المنابر الاعلامية التي تضع صفحاتها رهن اشارات الشركات النشيطة في هذا المجال، و تجاهلها لمدى تأثير 'قرار منع الاعلان' في المجلات و الصحف سلبا على مداخيلها، و وضعها في صعوبات مادية تعجز عن تغطية مصاريفيها قد يؤدي بها ألامر الى الافلاس و بالتالي تشريد عشرات العائلات. و يأتي المرسوم، بعد مقترح قانون قدمه نواب العدالة و التنمية، لمنع اعلانات الخمور في القنوات العمومية، و ينص المشروع على حظر "إشهار" أو الإعلان عن المشروبات الكحولية، و يشتمل قانون منع الإشهار للخمور على 8 مواد، حيث شددت المادة الثانية منه على "حظر الإعلان المباشر أو غير المباشر لكل أنواع المشروبات الكحولية كيفما كانت الوسيلة المُستعمَلة أوالجمهور المُستهدَف". ، فيما حددت المادة الثامنة العقوبات الزجرية حيث نصت على "عقوبة الحبس لمدة تتراوح بين 3 أشهر إلى سنتين، وبغرامة تتراوح بين 10 ألف درهم و25 ألف درهم لكل مخالف، كما يمكن للمحكمة أن تأمر بإغلاق كل محل وقع فيه إشهار للخمور لمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر".
هذا، و خلف المقترح ، ردود فعل يشوبها الحذر و الحيطة من تحول المطالبة بمنع الدعاية للخمور إلى منع بيعها إلى غير المسلمين، خاصة أن الحزب يعمل جاهدا اليوم من أجل تطبيق برنامجه الانتخابي ضمن إطار الأغلبية التي يقودها، وقد ينظر إلى الأمر على أنه امتداد لمعركة دفاتر التحملات التي تضمنت منع بث التلفزيون لإشهار القمار.
فإذا كان حزب العدالة و التنمية يريد أن يستغل الفرصة لإعطاء طابع إسلامي للسياسات العمومية المُتبناة، على اعتبار ما ينص عليه دستور 2011 في ديباجته من كون المملكة المغربية دولة إسلامية، وتتميز بتبوء الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها"، فإنه محاولة لفرض "الدولة الدينية" و التحكم في تصرفات المغاربة و حرياتهم داخل المجتمع.
ففي الوقت الذي تعلن فيه الحكومة المغربية عن اصدار قانون للصحافة خال من العقوبات السجنية، ها هي اليوم تتناقض مع نفسها و تصدر مرسوما يقضي بسجنهم، قصة حكومة بنكيران، شبيهة بقصة الزعيم و الفيل و سكان قبيلته، فلما استهلك الفيل خزينة القبيلة و تهديده لمستقبلها، فكر الزعيم في اقتناء 'فيلة' لتستأنس 'الفيل' و علق السكان 'ما قدو فيل زادو فيلة'.