أكد رئيس الجمعية الإسلامية بالبيرو، ضامن حسين عوض، أن المبادرات التي ما فتئ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يقوم بها تجسد الوجه الحضاري الحقيقي للدين الإسلامي المتشبع بقيم الوسطية والاعتدال. وقال عوض، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إننا نثمن عاليا ما يضطلع به جلالة الملك من أدوار لخدمة الإسلام والمسلمين، ولنا في ما يقوم به جلالته من مبادرات مثالا نستنير به خاصة عندما يتعلق الأمر بتوضيح الصورة الحقيقية لديننا الحنيف في مختلف مناحي الحياة ببلدان المهجر".
واعتبر رئيس الجمعية الإسلامية بالبيرو، في هذا السياق، أن جهود جلالته في مجال إبراز الصورة الحقيقية للإسلام والدعوة إلى المحبة والتعايش والسلام تستحق كل التقدير والتنويه والإشادة على اعتبار أن هذه الجهود تساهم في تبيان حقيقة الإسلام الذي جاء نابذا للعنف والتطرف والغلو.
ومن هذا المنطلق، يضيف عوض، تعمل الجالية المسلمة المقيمة في البيرو على الانفتاح على الرأي العام ومختلف وسائل الإعلام المحلية، مستلهمة قيم الوسطية والاعتدال والتسامح التي اختارها المغرب منهاجا له، وذلك "لتوضيح صورة الإسلام بشكل أعمق لدى البيروفيين وإدانة كل الأعمال الإرهابية التي ترتكب باسم الدين وهو منها براء".
وفي تقديره، فإن الجالية المسلمة في هذا البلد الجنوب أمريكي نجحت في نسج علاقات احترام متبادل بين كافة مكونات المجتمع البيروفي حيث تتمتع بكل حقوقها التي يضمنها لها القانون.
وذكر في هذا السياق أن الجالية المسلمة، التي يقدر عددها بنحو 1200 فرد، مندمجة بشكل جيد وسط هذا المجتمع اللاتيني، مشيرا إلى أنها تتوفر على مركز إسلامي بمنطقة ماغدالينا بليما تتجاوز مساحته 1600 متر مربع يضم عددا من المرافق بالإضافة إلى مسجد لأداء الصلوات الخمس كما تلقى فيه خطبة الجمعة التي يحضرها نحو 150 مصليا.
واعتبر عوض أن السلطات البيروفية تمنح الأقلية المسلمة كثيرا من التسهيلات حيث أن جميع الكتب والمطبوعات التي يتم استيرادها من الخارج تعفى من أداء الرسوم الجمركية بالإضافة إلى تيسير عملية حصول المرشدين الدينيين الموفدين إلى البيرو على بطائق الإقامة الدائمة في ظرف لا يتعدى شهرا. كما أن السلطات هيأت مقبرة خاصة بالمسلمين لدفن موتاهم وفق التعاليم الإسلامية.
وتابع أن رسالة المركز الإسلامي بالبيرو تهدف إلى نشر الصورة الحقيقية للإسلام الذي يدعو إلى التعايش والتآخي بين الجميع، مبرزا أن المسلمين في هذا البلد يحظون باحترام وتقدير كبيرين.
من جهته، اعتبر محمد قبي وهو مبعوث "الندوة العالمية للشباب الإسلامي"، التي يوجد مقرها في الرياض بالسعودية، إلى البيرو أن تكوينه بالمغرب في تخصص اللغة الإسبانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وتخرجه من مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة مكنه من الاندماج بكل يسر وسط المجتمع البيروفي وتحقيق التواصل من خلال الإشراف على الإمامة وإلقاء خطبة الجمعة بمسجد "سان بورخا" بالعاصمة ليما، بالإضافة إلى سلسلة الدروس والمحاضرات الدينية التي تهدف إلى إبراز صورة الدين الإسلامي الحنيف بوصفه شريعة التسامح والعدل والمحبة بين جميع بني البشر.
وخلص إلى أن الجالية المسلمة التي تعيش في هذا البلد الجنوب أمريكي متمتعة بكل الحقوق مطالبة ببذل الجهد في سبيل توضيح الصورة وتبديد الضبابية لدى البيروفيين حتى لا تطغى الأحكام الجاهزة وصور العنف والإرهاب والتشدد التي تلصق بالإسلام ظلما وهو لا يمت إليها بصلة.