أفادات وسائل إعلام محلية أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أعلن تبنيه للهجوم الإرهابي الذي نُفّذ أمس الجمعة ضد منشأة غازية استراتيجية، تقع في منطقة كراشبة قرب عين صالح (1300 كلم جنوبالجزائر العاصمة)، وتستغلها الشركة الوطنية للمحروقات (سوناطراك) وشركتا (بي بي) البريطانية و(ستاتويل) النرويجية. وكتب التنظيم في رسالة نشرتها مواقع تروج للفكر الجهادي أن "إخواننا المجاهديين في القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نجحوا في مهاجمة منشأة غازية حيوية بالنسبة لمجموعة (بي بي) التي تنهب ثرواتنا".
وأوضحت الرسالة أن هذه المنشأة استهدفت "بقذائف أرض-أرض من نوع 130 ملم"، مشيرة إلى أن الهجوم يدخل في إطار "الحرب ضد مصالح الأعداء حيثما وجدوا لثنيهم عن نهب النفط والغاز والثروات الأخرى للمسلمين"، حسب المصادر ذاتها.
وكانت مجموعة مسلحة أطلقت ثلاث قذائف على منشآت في هذا الموقع الاستراتيجي الذي يشغل مائة موظف، من بينهم العديد من الأجانب العاملين لحساب الشركات المذكورة. وقد تدخل الجيش الجزائري الذي يقيم سياجا أمنيا لحماية الموقع، لصد الهجوم ومنع التنظيم الإرهابي من الدخول إلى منشآت الغاز وتكرار نفس السيناريو الذي حدث في منطقة تكنتورين شهر يناير 2013.
ولم تتمكن قوات الأمن من القضاء على المجموعة الإرهابية التي تقف وراء هذا الهجوم. وما تزال عمليات التمشيط جارية بحثا عن المهاجمين الذين تمكنوا من الفرار. وشكلت شركة (سوناطراك) خلية أزمة في حاسي مسعود بعد هذا الهجوم.
ويتعلق الأمر بأول هجوم على محطات نفطية منذ الهجوم الذي شهدته منطقة تكنتورين في إين أميناس (جنوب) شهر يناير 2013، حين قام كوماندوس مسلح يضم 32 فردا باعتقال مئات الرهائن من العاملين في هذا المجمع الخاص بإنتاج الغاز.
وبعد ثلاثة أيام من الحادث، شنت القوات الخاصة الجزائرية هجوما، مما أدى إلى مقتل 40 موظفا من عشر جنسيات و29 من بين المهاجمين. وتبنت مجموعة تسمى "الموقعون بالدم" القريبة من تنظيم القاعدة هذا الهجوم.