أكدت السلطات الجزائرية الهجوم الإرهابي، الذي نفذته اليوم الجمعة مجموعة مسلحة على حقل للغاز في الجنوب، دون أن يسفر عن خسائر في الأرواح. وأوضح مصدر مأذون، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن "إرهابيين اثنين حاولا صباح اليوم الجمعة الاعتداء بواسطة الهبهاب (صاروخ تقليدي الصنع) على منشأة غازية واقعة في منطقة كراشبة قرب المنيعة في ولاية غرداية (حوالي 875 جنوبالجزائر العاصمة)"، مضيفا أن الإنتاج على الموقع متواصل بشكل طبيعي.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن ثلاث قذائف أطلقت من قبل مجموعة مسلحة على منشآت في هذا الموقع الاستراتيجي الذي يشغل مائة موظف، من بينهم العديد من الأجانب العاملين لحساب الشريكين البريطاني والنرويجي للمجموعة النفطية الجزائرية "سوناطراك".
وقد تدخل الجيش الجزائري، الذي يقيم سياجا أمنيا لحماية الموقع، لصد الهجوم ومنع التنظيم الإرهابي من الدخول إلى منشآت الغاز وتكرار نفس السيناريو الذي حدث في منطقة تقنتورين شهر يناير 2013.
ولم تتمكن قوات الأمن من القضاء على المجموعة الإرهابية التي تقف وراء هذا الهجوم. وما تزال عمليات التمشيط جارية بحثا عن المهاجمين الذين تمكنوا من الفرار.
وقد شكلت شركة النفط "سوناطراك" خلية أزمة في حاسي مسعود بعد هذا الهجوم.
وقالت الشركة النرويجية "ستات أويل"، في بيان لها، أنه "على الساعة السادسة صباحا، كان موقع الغاز كرشابة هدفا لقذائف صاروخية أطلقت من مسافة بعيدة"، وأن موظفيها الثلاثة لم يصابوا بأذى.
ويتعلق الأمر بأول هجوم على محطات نفطية منذ الهجوم الذي شهدته منطقة "تقنتورين" في عين أميناس (جنوب) شهر يناير 2013، حين قام كوماندوس مسلح يضم 32 فردا باعتقال مئات الرهائن من العاملين في هذا المجمع الخاص بإنتاج الغاز.
وبعد ثلاثة أيام من الحادث شنت القوات الخاصة الجزائرية هجوما، مما أدى إلى مقتل 40 موظفا من عشر جنسيات و29 من بين المهاجمين.
وكانت مجموعة تسمى "الموقعون بالدم" القريبة من تنظيم القاعدة قد تبنت هذا الهجوم.