أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الجمعة بسلا، على إطلاق عدد من المشاريع السوسيو- رياضية، التربوية والصحية، بما يعطي دفعة قوية لبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وهكذا، أعطى جلالة الملك انطلاقة أشغال إنجاز مركز لتصفية الدم ومركز مرجعي لطب الأسنان ببطانة، ومسبح شبه أولمبي مغطى بسلاالجديدة، ومركز ثقافي بمقاطعة احصين، وذلك باستثمار إجمالي قدره 46 مليون درهم.
وينبع إنجاز هذه المشاريع، التي تروم تطوير العرض الصحي على مستوى العمالة، والنهوض بالأنشطة الرياضية، وتعزيز تجهيزات القرب، وتحسين ولوج الساكنة المحلية لبنيات التنشيط الثقافي والفني، من الرؤية الملكية المستنيرة التي تضع العنصر البشري في قلب الأوراش الكبرى التي تم إطلاقها على مستوى المملكة.
ويعكس مشروعا مركز تصفية الدم (9,2 مليون درهم) والمركز المرجعي لطب الأسنان (6,8 مليون درهم)، المجاورين لبعضهما، واللذين قام جلالة الملك، حفظه الله، بوضع حجرهما الأساس اليوم، العناية الموصولة التي يحيط بها جلالته الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وعزم جلالته على تأمين ولوج عادل للخدمات الصحية الأساسية. فهما ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة.
ويشتمل مركز تصفية الدم المزمع إنجازه على مساحة 710 متر مربع، والذي من شأنه المساهمة في تحسين الخدمات الصحية الممنوحة للأشخاص المصابين بالقصور الكلوي، على 23 مولدا للتصفية، وقاعة لمعالجة المياه وأخرى للفحص، إلى جانب بنيات للاستقبال والراحة خاصة بالمرضى.
وبخصوص المركز المرجعي لطب الأسنان، فسيتيح للأشخاص الذين تعوزهم الإمكانيات، الولوج لعلاجات طب الأسنان ذات جودة، كما سيسهر على تطوير جهود الوقاية والإخبار والتحسيس بنظافة الفم والأسنان.
وسيشتمل المركز المزمع إنجازه، والذي ستبلغ مساحته المغطاة 800 متر مربع، على سبع قاعات للفحص، وجناح للعمليات، ومختبر لصناعة أطقم الأسنان، وصيدلية، وقاعات للقياس، والفحص بالأشعة، والتعقيم، والاجتماعات والراحة.
ويهم المشروع الآخر الذي أطلقه جلالة الملك، أيده الله، بهذه المناسبة، إنجاز مسبح شبه أولمبي مغطى بسلاالجديدة، وذلك بغلاف مالي إجمالي قدره 20 مليون درهم ممولة بالتساوي من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجلس جهة الرباط- سلا- القنيطرة.
ويأتي هذا المشروع الذي يعكس العناية السامية التي يحيط بها جلالة الملك الشباب والاهتمام الخاص والدائم الذي ما فتئ يوليه جلالته للنهوض بالقطاع الرياضي، لتمكين شريحة عريضة من الساكنة من ممارسة رياضة السباحة في أفضل ظروف التأطير والسلامة.
وسيضم المسبح الأولمبي، الذي سينجز على قطعة أرضية مساحتها 3860 متر مربع، حوضا شبه أولمبي من ستة ممرات (25 مترا × 16 مترا)، ومدرجات تتألف من 75 مقعدا، وثلاث قاعات للرياضة، ومستودعات للملابس، ومقصف، وفضاء للاستقبال.
كما تعززت البنيات الثقافية لمدينة سلا، في هذا اليوم، بفضل إطلاق جلالة الملك لأشغال إنجاز مركز ثقافي بمقاطعة احصين.
ومن شأن هذا المركز، الذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 10 ملايين درهم، المساهمة في تفتح الساكنة المستهدفة عبر أنشطة ثقافية وتربوية واجتماعية تشجع الانفتاح على المعارف وإبداع الشباب، وتطوير طاقاتهم في إطار مواطن ومسؤول.
وسيشتمل هذا المشروع (10 ملايين درهم) الذي يعد ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعة الحضرية لسلا، بالخصوص، على مسرح من 300 مقعد، وقاعة للتداريب، وثلاثة مساكن للفنانين، وقاعات للمعلوميات، والأنفوغرافيا، ومحو الأمية، والألعاب، وورشة للفنون التشكيلية، وقاعة للندوات وعرض الأشرطة، وفضاءات للعرض، ومكتبة وسائطية للأطفال والبالغين.
وتندرج مختلف هذه المشاريع التي تدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمنسجمة تمام الانسجام، مع أهداف برنامج التأهيل الحضري المندمج للمدينة (2014- 2016)، والتي أطلقها جلالة الملك، ضمن مقاربة تروم الاستجابة لحاجيات الساكنة المستهدفة عبر إشراك الأطراف المستفيدة والفاعلين المحليين، وتعبئة ميزانيات منتظمة للتسيير، ومن خلال ضمان الالتقائية مع البرامج القطاعية، وفق رؤية مندمجة ذات مزايا اجتماعية شتى.