تجسدت المقاربة الملكية لتنمية بشرية شاملة ومندمجة، مرة أخرى، اليوم الجمعة بطنجة، بإطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لعدد من المشاريع الرامية إلى تعزيز العرض الصحي والاجتماعي على مستوى مدينة البوغاز. هكذا، أشرف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز مدرسة للتربية الفكرية للتوحديين، ومركز للأشخاص في وضعية إعاقة، وثلاثة مراكز صحية، ومركب طبي- اجتماعي، فضلا عن مشاريع تتعلق بإعادة تأهيل مستشفى محمد الخامس. وتعكس هذه المشاريع التي رصدت لها استثمارات بقيمة 130 مليون درهم، العزم الأكيد لجلالة الملك على إدراج النهوض بالقطاع الصحي ضمن الأوراش الكبرى للبلاد، وقناعة جلالته بأن الحق في الولوج إلى الخدمات الصحية، الذي كرسه دستور المملكة، يشكل إحدى الركائز الأساسية لتعزيز قيم المواطنة وتحقيق تنمية بشرية شاملة ومندمجة. وتعكس هذه المشاريع، التي تشكل جزء من البرنامج الضخم "طنجة الكبرى"، العناية السامية التي ما فتئ جلالة الملك، حفظه الله، يحيط بها، منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، الأطفال في وضعية إعاقة أو عجز، عبر تمكينهم من جميع الوسائل التي تتيح لهم اندماجا أفضل في المنظومة التربوية والنسيج الاجتماعي والحياة المهنية. ويروم مركز الأشخاص التوحديين، وهو بنية سوسيو- تربوية بامتياز، الذي سينجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مد يد العون للفئات المستهدفة ومصاحبتهم إلى جانب أسرهم، من أجل تجاوز وضعية الإعاقة وتمكين الأطفال التوحديين من المساعدة الطبية الضرورية، بهدف تيسير اندماجهم الاجتماعي. وسيشتمل هذا المركز الذي سيشيد بحي "بوبانا"، والذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 10 ملايين درهم، بالخصوص، على قاعات تعليمية، وورشات للأشغال اليدوية، وقاعات للفحص، والترويض الطبي، والعلاج بالموسيقى، فضلا عن مسبح علاجي، وقاعة متعددة الاختصاصات وملعب رياضي. وسيمكن المركز التربوي للأشخاص في وضعية إعاقة (32 مليون درهم)، الذي سيشيد بحي "السواني"، مدينة طنجة، من التوفر على فضاء ملائم للتأطير الطبي والسوسيو- تربوي والرياضي للأشخاص المصابين بعجز جسماني أو ذهني. كما يروم المركز، الذي يندرج إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالخصوص، الوقاية والتكفل المبكر بالإعاقة من منظور طبي وتربوي، والنهوض برياضة الإعاقة، ومصاحبة أسر الأشخاص المستهدفة. وسيشتمل المركز المستقبلي على قاعات للدروس، وورشات، وقاعة للترويض الطبي، وأخرى للعلاج الحركي، وقاعة مغطاة متعددة الرياضات، ومسبح مغطى، وملعب رياضي، ومطعم، وحديقة بيداغوجية. وبخصوص العرض الصحي، الذي أضحى غير كاف في ظل النمو الديمغرافي الذي تشهده المدينة، فسيتعزز بإحداث ثلاثة مراكز طبية (12 مليون درهم)، ومركب طبي- اجتماعي (15 مليون درهم)، فضلا عن إعادة تأهيل مستشفى محمد الخامس (60 مليون درهم). وسيشتمل كل واحد من المراكز الصحية الثلاثة، على مصالح مخصصة لصحة الأم والطفل، والتخطيط الأسري، وعلاج الأمراض المزمنة، وقاعات للفحص والتحسيس الصحي وصيدلية. أما المركب الطبي- الاجتماعي، الذي سيقام بحي جراري بالجماعة الحضرية بني مكادة، فسيشتمل على مركز لتشخيص داء السل والتعفنات التنفسية، ومركز لتصفية الكلي، وعيادة لطب الأسنان، وقاعة للتكوين المستمر، وفضاء جمعوي. ومن شأن إنجاز هذه البنية الطبية تعزيز العرض الصحي المحلي، وتحسين جودته وتنويع الخدمات المقدمة. وبخصوص مشروع إعادة تأهيل مستشفى محمد الخامس، فيهم على الخصوص، بناء مصلحة جديدة للمستعجلات، وتوسيع مصلحتي التوليد والجراحة، واقتناء معدات طبية حديثة، وإعادة تهيئة الفضاءات الداخلية للمستشفى. كما تعزز مختلف هذه المشاريع الطبية والاجتماعية، المقاربة الشاملة والمبتكرة لصاحب الجلالة، أيده الله، التي تروم بالأساس تمكين المواطنات والمواطنين من خدمات صحية ذات جودة عالية، وذلك في إطار مقاربة فعالة وعادلة ومنصفة.