أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الثلاثاء بمدينة الداخلة، على تدشين مشاريع هامة للتطهير السائل والتزود بالماء الصالح للشرب، والمنجزة باستثمار إجمالي قدره 495 مليون درهم. وتأتي هذه المشاريع الموجهة لمصاحبة النمو الديموغرافي والحضري الذي تشهده المدينة، لتعزيز النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه جلالة الملك بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، والذي يروم تحسين ظروف عيش الساكنة من خلال تقديم إجابة ملائمة لرهانات الاستدامة. وتعكس هذه المشاريع الهامة، ذات الوقع الصحي والبيولوجي والاقتصادي والبيئي القوي، العناية السامية التي ما فتئ يحيط بها جلالة الملك الأقاليم الجنوبية، وعزم جلالته الراسخ على جعلها نموذجا حقيقيا للتنمية المندمجة.
وهكذا يطمح مشروع التطهير السائل للداخلة (245 مليون درهم)، لتقديم إجابات مستدامة لتحديات التعمير، حيث يتوخى تعزيز الجاذبية السياحية للمدينة، وحماية المنظومات الإيكولوجية، وضمان التنمية السوسيو- اقتصادية لمجموع الجهة.
وقد هم مشروع التطهير السائل، الذي يشكل جزءا من البرنامج الوطني للتطهير السائل، إنجاز محطة لتصفية المياه العادمة من صنف "الحمأة المنشطة" بمعالجة ثلاثية، وبطاقة معالجة قدرها 150 ألف معادل/ نسمة وبصبيب يومي قدره 10 آلاف متر مكعب. كما شمل تثبيت 21 كلم من مجمعات التزويد واعتراض المياه العادمة، وإنجاز خمس محطات للضخ ومنشآت لتحويل المياه المصفاة بغرض إعادة استعمالها.
ويأتي هذا المشروع لاستكمال مشروع أول للتطهير السائل دخل حيز الاشتغال في 2008. وقد هم هذا المشروع، الذي تطلب غلافا ماليا إجماليا قدره 62 مليون درهم، تأهيل وتمديد شبكات التطهير على طول 67 كلم، وإنجاز 3750 ربطا خاصا وإنشاء محطتين للضخ. أما مشروع تقوية تزويد مدينة الداخلة بالماء الصالح للشرب، فيأتي للاستجابة للطلب المتزايد على الماء الشروب بهذه الجهة الجنوبية للمملكة.
وقد هم إنجاز وتجهيز ستة آبار لاستخراج المياه، وتثبيت 15 كلم من القنوات، وبناء محطة للمعالجة وإزالة الأملاح المعدنية بطاقة 17 ألف متر مكعب/ يوم، إلى جانب إحداث منشآت للتوزيع (3 صهاريج ومحطتين للضخ).
كما يشمل هذا المشروع الذي سيعود بالنفع على أزيد من 106 ألف نسمة، والذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 250 مليون درهم، ممول من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إنجاز منشآت تكميلية لإزالة الأملاح المعدنية على مستوى محطة المعالجة الموجودة، بصبيب 9500 متر مكعب/ يوم.
وبهذه المناسبة، أشرف جلالة الملك، حفظه الله، على تدشين محطة المعالجة وإزالة الأملاح المعدنية، وهي إحدى مكونات مشروع تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب بمدينة الداخلة.