أكد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي الضريس أن المشاركة الناجحة للمغرب في القمة الإفريقية السابعة للحكومات المحلية (أفريسيتي 2015) التي انعقدت بجوهانسبورغ ما بين 30 نونبر و3 دجنبر الجاري، ستمنح المملكة بكل تأكيد، إشعاعا جديدا بالقارة الإفريقية. ووصف الوزير المنتدب، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، المشاركة المغربية بالإيجابية جدا، مبرزا أن الوفد الهام الذي ترأسه، ساهم بكيفية فعالة في الحفاظ على وحدة منظمة "المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا" (مقرها الرباط) والتي نظمت لقاء جوهانسبورغ.
وبالفعل، فقد أثار عدد من الملاحظين قبيل انعقاد القمة، مخاوف من احتمال نشوب مواجهة بين "المعسكرين" الفرنكفوني والأنغلوفوني.
وقال الضريس، بهذا الخصوص، إن المداولات المكثفة التي جرت خلال القمة، كذبت هذه المخاوف، مؤكدا أن الأمر يتعلق برسالة قوية عنوانها وحدة الصف بين الأفارقة.
وتوقف الضريس كذلك عند أهمية الجلسات التي عقدها الوفد المغربي خلال هذه القمة، وخاصة تلك المخصصة للنموذج المغربي للامركزية والديمقراطية المحلية، مبرزا أن هذه الجلسة شكلت مناسبة لإطلاع المشاركين على كل المراحل التي اجتازها المغرب على درب تعزيز بنائه الديمقراطي ونموذجه التنموي الاقتصادي.
وأضاف في هذا السياق، أكد الوزير المنتدب أن الحضور عالي المستوى الذي تابع هذه المناقشات لم يخف إعجابه بالتطور الايجابي الذي يعرفه المغرب، وخاصة في مرحلة مفصلية من تطور المملكة موسومة بمشروع الجهوية المتقدمة.
وأوضح المسؤول المغربي أنه تم تقديم شروحات ضافية للمشاركين في منتدى جوهانسبورغ حول هذا المشروع الكبير، مضيفا أنه استشف في مختلف اللقاءات التي أجراها خلال مشاركته في قمة (أفريسيتي) التقدير الكبير للجهود الحثيثة التي يبذلها المغرب.
وأكد الضريس أن المغرب يتمتع بصورة جد إيجابية عنوانها الفعالية، مبرزا أن التجارب التي تقودها المملكة بنجاح لها وقع جد ايجابي لدى بلدان القارة الإفريقية. وسجل في هذا السياق أن "كل محاورينا، من وزراء ومنتخبين محليين ونشطاء المجتمع المدني يثمنون الجهود الهامة والدؤوبة التي يبذلها المغرب في مجال التنمية الاقتصادية والبشرية وتعزيز والنهوض بحقوق الإنسان وترسيخ الديمقراطية".
وذكر الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، أن كل الإصلاحات التي تم إطلاقها من أزيد من 15 سنة بالمغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم عرضها وتقديم إيضاحات بشأنها للمحاورين الذين عقدت لقاءات معهم بجوهانسبورغ مشددا، من جهة أخرى، على أهمية اللقاء الذي عقده الوفد المغربي حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وقال في هذا السياق، "لقد شكل الحماس والاهتمام الكبير الذي عبرت عنه الوفود الإفريقية حيال هذه المبادرة مفاجأة سارة بالنسبة لنا" مسجلا أن ورشة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شكلت تتويجا للمشاركة المغربية في منتدى جوهانسبورغ.
وأوضح الضريس أن مختلف العروض التي جرى تقديمها خلال هذه الورشة والتي همت فضلا عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، جهود تنمية العالم القروي، أثارت اهتمام المشاركين الذين حضروا بكثافة من أجل التعرف على التجربة المغربية، مؤكدا أن هذه اللقاءات أتاحت الفرصة لتجديد تشبث المغرب بانتمائه لإفريقيا باعتبارها امتداده الطبيعي.
وسجل الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، في هذا الاطار، ما وصفه ب القصور في التواصل تجاه بعض البلدان الإفريقية التي لا تملك معرفة كافية عن الانجازات التي أحرزها المغرب.
ودعا في هذا الصدد، كل المتدخلين الوطنيين وخاصة الرسميين منهم، إلى تدارك هذا القصور وذلك من خلال نسج علاقات مع نظرائهم الأفارقة، وكذا مع المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني لحمل صوت المغرب إلى أبعد مدى ممكن.
وقال "نحن مدعوون للعمل على نحو أفضل من أجل التعريف بالبعد الإفريقي الحقيقي للمغرب"، مبرزا أن الأمر يتعلق بانفتاح يتعين تعزيزه من خلال لقاءات أخرى.
وضمت قمة "أفريسيتي" التي نظمت تحت شعار "بناء مستقبل إفريقيا مع الساكنة"، أزيد من 5 آلاف مشارك من المسؤولين الحكوميين والمنتخبين المحليين ومنظمات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين والباحثين والجامعيين.
ومثل المغرب في هذه القمة وفد هام قاده الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي الضريس، وضم العديد من المسؤولين من ضمنهم رؤساء المجالس الجهوية وعمداء المدن ورؤساء الجماعات المحلية والعديد من الخبراء.
وأقام المغرب رواقا يمتد على 318 مترا مربعا يعد الأكبر من نوعه في هذه التظاهرة الإفريقية، وذلك من أجل إبراز الأهمية التي توليها المملكة لهذه القمة، ولتوطيد تجذر الانتماء الافريقي للمغرب.