مارادونا لعب مباراة لكرة القدم بالعيون في 6 نونبر من سنة 2015، حتما هي معلومة وحقيقة يحق للجمهور المغربي عامة وساكنة الأقاليم الجنوبية تحديدا التباهي بها من الآن فصاعدا والتباهي أكثر بكون الحدث تم في ليلة يوم الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء، ليلة وقع خلالها أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والعالمية رسالة حب وسلام بعث بها للمغرب وللمغاربة. الحب والعشق كان متبادلا وظهرت إشاراته عند خروج النجم الأرجنتيني السابق من مطار العيون الحسن الأول، حينما حيته عند مدخل المطار المئات من الأيادي المغربية وهتفت الحناجر باسمه..بادل التحية بالتحية ورد الابتسامة بمثلها وزاد بوضع يده على موضع قلبه، وكأنه يقول: هنا تسكنون أنتم ومغربكم.
التحية والهتافات ذاتها تكررت بملعب الشيخ محمد لغضف، حينما دخل النجم الأرجنتيني أرضية الميدان، إلى جانب نجوم سابقين آخرين، مغاربة وأجانب، جاؤوا للمشاركة في مباراة استعراضية احتفالا بأربعينية المسيرة الخضراء.
بدأ الترقب، انطلقت المباراة وأعين الجمهور تتفرس الأجساد "الجديدة" للاعبين القدامى. وما هي إلا لحظات حتى استحوذ مارادونا على كل شيء، على الأنظار وعلى أول كرة سجل منها أول أهداف اللقاء بتسديدة مقوسة من خارج منطقة الجزاء.. ذروة المتعة بين اللاعبين أنفسهم وبين الجمهور الذي صفق وضحك، وتحسر على الحركة البطيئة وعلى الوزن الزائد، وحن إلى ماض مجيد لإحدى فلتات الزمن الكروي.
صولات وجولات بالملعب، قدر المستطاع، ومداعبات للكرة إلى أن حانت لحظة الالتحاق، على عكس ما جرت به العادة في الماضي القريب، بدكة البدلاء. سلم مارادونا شارة العمادة وانحنى أرضا قبل الخروج ليعبر بطريقته الخاصة عن امتنانه لجمهور وشعب فاجأه بمقدار الحب والتقدير الذي يكنه له..في الشمال كما الجنوب.
"المغاربة شعب رائع.. عاملوني بشكل لائق للغاية"، امتنان واعتراف بأصالة شعب وبلد وعد النجم الأرجنتيني السابق أن يعاود زيارته نزولا عند رغبته الخاصة أو تلبية لدعوة توجه له.
"أود أن أشكر الجميع، ومن وجهوا لي الدعوة لحضور هذه المباراة، وطبعا لن تكون هذه المرة الأخيرة التي أزور فيها المغرب. سأزور المغرب لقضاء عطلتي أو لحضور أحداث ولتحية شعب المغرب"، يقول مارادونا في تصريح مقتضب للصحافة من نافدة سيارة ركبها مغادرا في غفلة من مترصديه من الإعلاميين ومن الجمهور.
"يسعدني أن أدرب في المغرب" يختم المدرب السابق للمنتخب الأرجنتيني فيما يشبه التأكيد على تعلقه بالمغرب والإفصاح عن رغبة في العودة لبلد ولشعب عامله كما يقتضي المقام.
وبدورهم، أشر أبيدي بيلي وجورج وييا وحجي وصلاح الدين بصير وسعيد العويران ونادر السيد وآخرون على حضور خاص في هذا اللقاء الكروي الاحتفالي، وحملوا الجمهور إلى ذكريات الأمس القريب، ذكريات تحكي عن تألق كرة القدم العربية والإفريقية. لاعبون أعرب العديد منهم، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتهم بالمشاركة في هذه المباراة، التي تجمع بين الدلالات الوطنية ورسالة السلام.
"التواجد بالعيون مع هذه الكوكبة من النجوم يبعث على الافتخار. أبارك للإخوة المغاربة جميعا ذكرى المسير الخضراء وأشكرهم على حسن الضيافة ، فأنا في وطني الثاني"، يقول اللاعب السعودي سعيد العويران، مردفا "أنها أول مرة أزور فيها العيون، أناسها بسطاء وطيبون وعبروا عن ذلك خلال استقبالهم لجلالة الملك وخلال استقبال النجوم" الحاضرين في هذه المباراة.
أما الحارس السابق للمنتخب المصري، نادر السيد، فأكد أن "من واجبنا جميعا كلاعبين، من مختلف أنحاء العالم، إيصال رسالة إنسانية سامية مفادها أن الحقوق يمكن استرجاعها بالأساليب السلمية"، مضيفا أن الاحتفال بالذكرى ال40 للمسيرة الخضراء بمباراة لكرة القدم جاء لأن كرة القدم هي عنوان للمحبة ولم الشمل".
وبدوره شدد المهاجم السابق للمنتخب المغربي، صلاح الدين بصير، على رمزية ذكرى المسيرة الخضراء، مناسبة استغلها لتوجيه التهاني لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وللشعب المغربي بصفة عامة، معتبرا أن حضور خيرة اللاعبين العالميين أعطى لهذه المباراة صبغة خاصة.
أما مصطفى حجي، فأكد أن سياق المباراة مهم للغاية، كون اللقاء يتزامن مع الذكرى 40 للمسيرة الخضراء، مبرزا أن هذا الموعد الكروي كان مناسبة "أكد خلالها جمهور مدينة العيون على مغربيته".