يتم التجسس على الهواتف الذكية من خلال شريحة الهاتف (بطاقة السيم)، فبمجرد وضعها في الهاتف استعدادا لتشغيله يتم تسجيلها تلقائيا. مباشرة بعد ذلك، يتم وضع سجل بمكالماتها الصادرة والواردة والرسائل النصية مع تحديد موقع الهاتف. وبواسطة الرقم التسلسلي للهاتف المحمول وهو بمثابة هويته الشخصية التي تميزه عن باقي الأجهزة وتشغيله كفيل بتسجيله والتعرف عليه. ويكون التجسس على الهواتف الذكية من طرف «الهاكر» عبر تطبيقات التجسس التي سنأتي على ذكرها في فقرة لاحقة. وكشفت دراسة أجرتها اللجنة الوطنية للمعلومات والحريات بالاشتراك مع المعهد الوطنى للأبحاث المعلوماتية الفرنسية، أن دراسة 121 تطبيقا أحالت على أن 34 في المائة من هذه التطبيقات تدل على مستخدم الهاتف و24 في المائة موضوعات محلية و17 في المائة عناوين دون أن يأخذها المستخدم بعين الاعتبار إلى جانب معلومات عن الطقس والمناخ والأحوال الجوية، وقد وضعت بطريق الخطأ وتم تسجيلها مليون ونصف المليون مرة خلال ثلاثة شهور. إصلاح الهواتف الذكية
حسب نوعية كل هاتف ذكي يتحدد سعر إصلاحه. أموال طائلة تدرها هذه الحرفة على ممتهنيها. وأغلب من يحترف إصلاح الهواتف الذكية شباب. انتقلت صحافية «الأخبار» إلى سوق السلام بالحي المحمدي حاملة هاتفا ذكيا بشاشة مكسورة وينقصه مكبر صوت بهدف التعرف على أسعار إصلاح الهواتف المحمولة الذكية وما تدره هذه التجارة من أموال. هنا تصطف عشرات المحلات المتخصصة في إصلاح الهواتف الذكية. اكتظاظ كبير تشهده هذه المحلات التي تعمل على صيانة الحواسيب أيضا والألواح الإلكترونية. وإلى جانب محلات إصلاح الهواتف الذكية ب «سوق السلام» بالحي المحمدي، تصطف محلات أخرى متخصصة في بيع لوازم الهواتف المحمولة من شواحن وسماعات وإكسسوارات وغيرها.
سعر إصلاح الهاتف نفسه يتباين من محل تجاري إلى آخر. وقد تراوح السعر بين 170 درهما وبين 250 درهما رغم أن النتيجة النهائية واحدة.
يقدم المشتغلون في إصلاح الهواتف الذكية خدمات أخرى لزبائنهم من قبيل فحص الهواتف الذكية إن كانت تضم تطبيقات خفية للتجسس. وفي حال استعصى عليهم حل أي مشكل تقني، يحيلون الزبون على خبراء محترفين بدرب غلف. وترتفع أسعار إصلاح الهواتف الذكية إذا كانت الأخيرة غالية الثمن طبعا فقد يتجاوز سعر شاشة هاتف ذكي تعرضت للتلف 1200 درهم. بعض الخدمات تقدم أحيانا بالمجان، كتنظيف مكبر صوت الهاتف المحمول من الغبار والأتربة حتى يكون الصوت بجودة عالية.
خدمات استثنائية
انتقلت «الأخبار» إلى حي المستقبل بسيدي معروف. هنا، على مقربة من المركب السوسيو رياضي، يوجد مقر شركة متخصصة في إصلاح الهواتف والألواح الذكية والحواسيب المحمولة مع خدمة التوصيل المجاني في محور الدارالبيضاء.
أسست شركة «طيك موبايل» أواخر سنة 2014 بهدف صيانة الهواتف المحمولة الذكية. إذ يعمل 3 تقنيين مختصين في البرمجة والمعلوميات بعد الاتصال بهم من قبل الزبائن على الانتقال إلى مقر سكنهم أو عملهم في إطار «الخدمة المتنقلة» ومعاينة الهاتف الذكي المطلوب إصلاح عطبه ليعاد إلى صاحبه في ظرف زمني لا يتجاوز 24 ساعة كحد أقصى وهو في حالة جيدة. مع الأخذ بعين الإعتبار أن تكلفة التنقل للزبون مجانية ولا تدخل ضمن التكاليف. وفي حال عدم توفر الزبون على هاتف طيلة مدة إصلاحه، تزوده الشركة بهاتف مؤقت إلى أن يسترد هاتفه في الوقت المحدد حتى لا تتعطل مصالحه الشخصية. بعد ذلك، يتم فحص الهاتف المعطل على يد خبراء مختصين لديهم باع طويل في المجال التقني في ورشة معدة لهذا الغرض ويتم إصلاحه.
يقول أسامة عبيدي، المدير التجاري لشركة إصلاح الهواتف الذكية «طيك موبايل»، إنه «استنادا إلى آخر الإحصائيات فهناك أزيد من 20 مليون منخرط في شبكات الاتصالات في المغرب، أكثر من نصفهم يستعملون الهواتف الذكية. ومع هذا العدد الضخم من الأجهزة، تظهر في الواجهة مجموعة من المشاكل (الشبكة، الشحن، البطارية، كسر الشاشة،…إلخ). لهذا ففريق عملنا من تقنيين ومصلحة الزبناء دائما على تأهب لحل هذه المشاكل التقنية»، يؤكد عبيدي.
نفس المتحدث أشار إلى أن هواتف ذكية من ماركات عالمية تعاني من مشاكل تقنية معقدة تم إصلاحها بنجاح، إذ يتعذر أحيانا إصلاحها بمنطقة درب غلف، ما جعل كبريات الشركات المتخصصة في بيع الهواتف الذكية تضع ثقتها في تقنيي الشركة وتوكل إليهم خدمة ما بعد البيع وهذا راجع لحنكة خبراء بتجربة تفوق 10 سنوات في الميدان التقني. وبالنسبة لتكلفة إصلاح الهواتف الذكية على يد خبراء الشركة يوضح مديرها التجاري أن الأسعار المقترحة جد مشجعة، وحين تقارن مع طبيعة الخدمات مثل «ضمان ما بعد الإصلاح» سيجد الزبون نفسه هو الرابح الأكبر إذ أن خدمات الشركة توفر عليه مصاريف التنقل وتضييع الوقت في البحث عن التقني المناسب، بعيدا عن سياسة التراخي والمماطلة التي يعاني منها الكثير من الناس لدى بعض التقنيين، بل حتى أنه في بعض الأحيان هناك خدمات تقدم بأسعار زهيدة مع التوصيل المجاني.
وفي ما يتعلق بالتحديات التي تواجه تقنيي صيانة الهواتف الذكية يلخصها محدثنا في الالتزام بالوقت المحدد لإصلاح وتسليم الهاتف للزبون. وعليه فإداريو الشركة والفريق التقني يعملون كخلية نحل من خلال التنسيق في ما بينهم لتقديم أحسن الخدمات. ولحدود الساعة يؤكد محدثنا أنه تم إصلاح أكثر من 90 في المائة من الهواتف الذكية ذات المشاكل التقنية وغيرها التي عرضت عليهم وكان مؤشر الالتزام بالوقت يفوق 80 في المائة من الحالات التي عرضت عليهم.
الاطلاع على صفحة شركة إصلاح الهواتف الذكية بالعالم الأزرق أحالنا على أسعار بعض الخدمات المقدمة من قبيل إصلاح شاشة الهواتف الذكية مرتفعة السعر بثمن يصل إلى 1800 درهم. نوعية أخرى من الهواتف الذكية يصل سعر تغيير شاشتها إلى 1200 درهم. أما الهواتف ذات الأسعار المعقولة فتتراوح تكلفة تغيير أو إصلاح شاشتها مع خدمة التوصيل المجاني ما بين 300 و400 درهم. فكلما ارتفع سعر الهاتف ارتفعت تكلفة إصلاحه.
احتياطات واجبة
في كل مرة يضطر فيها شخص إلى وضع هاتفه الذكي بمحل متخصص في إصلاح الهواتف الذكية عليه أن ينتبه إلى محاذير هامة حتى لا يسقط في شرك دخلاء على المهنة لا يطمحون سوى للربح المادي وتنتهك بذلك خصوصياته.
المهدي الرماني، تقني متخصص في إصلاح الهواتف الذكية بشركة «طيك موبايل»، يبرز أنه يجب تسجيل الرقم التسلسلي للهاتف حتى لا يتم تغييره لأن الرقم التسلسلي لا يتغير، قبل أن يردف أن على الزبون معاينة وتفحص حالة هاتفه قبل تسليمه لشخص ما بغية إصلاحه، هذا مع ضرورة السؤال عن سمعة المحل المراد وضع الهاتف الذكي به مخافة الوقوع في شرك محتالين قد يسطون على معدات الهاتف الأصلية وتغييرها بأخرى مزورة.
وللإشارة، فقد اعتقلت عناصر محاربة الجريمة المعلوماتية بأمن أنفا بالدارالبيضاء أخيرا 3 شباب مغاربة، مع تحريرها مذكرة بحث وطنية ضد أجانب على خلفية تورطهم ضمن مافيا دولية متخصصة في التلاعب بمعطيات زبناء شركات اتصال عالمية، وقرصنة الحسابات وفك شفرات الهواتف المحمولة المهربة من الخارج.
مصادر أمنية، كشفت أن الأظناء يعملون بمركز نداء مهمته تقديم خدمات عبر شبكة اتصال فرنسية ببيع أقنان سرية ومعطيات خاصة بزبناء الشركة لمافيا دولية، مما كبد خسارة مالية كبيرة للشركات المعنية، كما كانوا يعمدون إلى فك شيفرات بعض الهواتف الذكية المهربة مقابل مبالغ مالية، بعد حصولهم على كلمات السر.
بعض تطبيقات التجسس على الهواتف الذكية
من بين أخطر التطبيقات التي تروم التجسس على الهواتف الذكية ممكنّة مستخدميها من التجسس على محادثات «واتس آب»، «الفايس بوك»، سجل المكالمات والرسائل النصية ومنتهكة خصوصية الأفراد نذكر، «FLEXISPY» ويعد من أخطر تطبيقات التجسس على الهواتف الذكية، إذ يوفر تغطية حية للمحادثات الهاتفية والدردشات الفورية والرسائل النصية. هذا التطبيق مؤدى عنه، فيحصل مقتنيه على إرشادات كيفية استعماله وكلمة سر خاصة للولوج إليه بموقعه على الإنترنت بهدف الإطلاع على الهاتف المتجسس عليه. ونشير أيضا إلى تطبيق التجسس المعروف باسم « iKeyMonitor iOS » وتكمن خطورته في أنه لا يتم اكتشافه مقابل إتاحته لمراقبة فعالة على هاتف «الأندرويد» المستهدف. ويعمل التطبيق ذاته على تسجيل كلمات السر المسجلة بالهاتف المراد مراقبته والتقاطه صورا لشاشة الهاتف ويمنح اطلاعا واسعا على الرسائل القصيرة والمكالمات الهاتفية وتصفح الأنترنت على مدار اليوم دون أن يترك أثرا. نسلط الضوء أيضا على تطبيق «Highster Mobile» يشتغل على الهواتف المشتغلة بنظام «الأندرويد» هو الآخر ويمتاز بسعره الرخيص وسهولة استخدامه. وما إن يتم تنصيبه بالهاتف المستهدف يرسل تقارير مباشرة على حساب المتجسس على الأنترنت ويوفر إمكانية الإطلاع على الرسائل الواردة ولو تم مسحها.
وهناك تطبيق «MSpy» الذي لا يملك شهرة كبيرة إلا أنه سهل الاستخدام وله خاصيات تجسسية متنوعة، إذ يشتغل بأزيد من 17 لغة. ويتم تحميله بسرعة والتجسس على جميع بيانات الهاتف المستخدم مع وجود نسخة من التطبيق للكمبيوتر العادي.
وفي ما يخص تطبيق «Spyera»، فإنه يصنف ضمن تطبيقات الجيل المقبل الخاصة بالتجسس. إذ يعمل على مراقبة المكالمات الواردة والصادرة ويمكن من التنصت على المكالمات وتصفح ما يتم كتابته على تطبيقات المحادثات الشهيرة وحملها بالمثل على الألواح الإلكترونية.