أشادت صحيفة (البلاد) البحرينية، في عددها أمس الأحد، بالإنجازات ومظاهر التقدم التي حققها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منوهة بالإصلاحات الهيكلية والقطاعية التي شهدتها المملكة. وتحدثت الصحيفة، في مقال نشرته تحت عنوان "الذكرى السادسة عشرة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش"، عن المشاريع الكبرى في المغرب، وقالت إن جلالة الملك محمد السادس، أطلق منذ اعتلائه العرش "سلسلة إصلاحات هيكلية وقطاعية أحدثت طفرة نوعية في بنية النسيج الاقتصادي".
وأبرزت، في هذا الصدد، عددا من أهم هذه المشاريع والأوراش الكبرى، ومنها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومخطط المغرب الأخضر، ورؤية 2020 ، والمخطط الأزرق، والهيئة المغربية للاستثمار، ومخططات الطاقات المتجددة.
وتحدثت الصحيفة البحرينية، من جهة أخرى، عن النظام السياسي في المغرب ونهج التعددية الذي اختارته المملكة منذ وقت بعيد، والذي تكرس في عهد جلالة الملك محمد السادس. وأكدت أن المغرب "عمل بهذه الإرادة القوية على ترسيخ مرتكزات دولة القانون والمؤسسات ليشهد النسق الحقوقي إصلاحات غير مسبوقة نص عيها دستور المملكة لسنة 2011 (...)".
وأشارت (البلاد) إلى ما تحقق في المجال الحقوقي تعزيزا لدولة القانون وما تحقق من تنمية اقتصادية شاملة استهدفت توفير وتأمين سبل العيش الكريم للمواطن ومحاربة الفقر والإقصاء.
وأضافت أن اتفاقيات للتبادل الحر بين المغرب والفضاء الأوروبي وبلدان متوسطية وعربية ومع الولاياتالمتحدةالأمريكية أهلت المغرب ليصبح أرضية للإنتاج والتصدير.
واستحضرت، في هذا الصدد، عوامل الاستقرار السياسي والإصلاحات العميقة التي اعتمدت مقاربة تشاركية ومبتكرة بين الدولة والقطاع الخاص لإعطاء وتيرة أسرع لمسيرة التنمية، وخاصة في بعدها البشري، وأيضا ما يتصل بتحسين مناخ الأعمال وتشجيع جلب الاستثمارات الأجنبية، بموازاة مع توفير البنيات التحتية من طرق وطرق سيارة ومطارات وموانئ على الساحلين المتوسطي والأطلسي.
وأبرزت الصحيفة في هذا المقال "التوجه التضامني" لدى جلالة الملك محمد السادس، مؤكدة أنه توجه يمتد إلى ما وراء الحدود الوطنية، وخاصة في العمق الإفريقي، حيث حرص المملكة متواصل على تقاسم الخبرة في مجالات التنمية البشرية بإفريقيا في إطار التعاون جنوب-جنوب.
وفي هذا الصدد، سجلت أن المغرب وضع رهن إشارة أشقائه الأفارقة، وبطلب منهم، خبرته في مجال تدبير الحقل الديني، وأنه وعيا منه بأن الروابط التي تجمعه مع إفريقيا كانت عبر التاريخ روابط إنسانية وروحية، جاءت مبادرة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بإحداث "مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة" التي ستختص في تكوين الأئمة والخطباء ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة.
وعلى صعيد آخر، نوهت الصحيفة بعمق الأواصر التي تجمع المملكة المغربية ومملكة البحرين، وأبرزت أن للبلدين طموحا قويا لبناء شراكة ملموسة، وأن بينهما علاقات تاريخية من التعاون قائمة على الثقة والتقدير المتبادل والتضامن بشأن القضايا الوطنية لكليهما.
وأكدت الصحيفة في مقالها، الذي أرفقته بصورة تجمع جلالة الملك محمد السادس والملك حمد بن عيسى آل خليفة، أن القمة التي جمعت بينهما في شهر ماي الماضي بالرباط "تجسيد لتوطيد التشاور للارتقاء بهذه العلاقات خدمة للمصالح الحيوية المشتركة".
وأبرزت أن الجانب الاقتصادي يحتل الصدارة في بناء شراكة ملموسة بين البلدين، مع ما يفرضه هذا الطموح من جهود فعالة ومتواصلة من الأطراف كافة، لتجاوز الصعوبات التي تحول دون الاستغلال الأمثل للفرص المتاحة وتنمية المبادلات البينية وحركية الاستثمارات في أفق تسخير مكتسبات التعاون الثنائي كقيمة مضافة في الدفع بالشراكة الاستراتيجية المغربية-الخليجية.