جعلت مؤسسة محمد الخامس للتضامن من القطاع الصحي، وخاصة التكفل بالأشخاص المصابين بأمراض مزمنة ، أحد أولويات عملها ، حيث تعمل في هذا الصدد ، بتعاون مع عدد من الشركاء ، على تفعيل مبادرات وفق مقاربة ثلاثية الأهداف تقوم على التكفل والوقاية وتحسين جودة العلاجات، بغرض التخفيف من معاناة الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والحد من انتشار العديد من هذه الأمراض . ففضلا عن تقوية قدرات المستشفيات العمومية من خلال مدها بالتجهيزات الطبية وعتاد الإسعافات المتنقلة، شرعت المؤسسة في بناء وتجهيز عدة وحدات متخصصة في علاج الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري والقصور الكلوي ، بشكل ساهم في تعزيز إمكانيات الاستقبال لدى البنيات المتواجدة، والتكفل بعدد أكبر من الأشخاص المعوزين. وفي هذا الإطار أنجزت المؤسسة مراكز لاستقبال المرضى المصابين بداء السرطان وعائلاتهم. كما أنجزت مراكز صحية في الأحياء المحرومة، ووحدات للولادة في عدد من المناطق القروية.
وتماشيا مع نفس النهج، ومساهمة في تخفيف المعاناة على المرضى وذويهم ، يأتي إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الاثنين بحي "العالية" بالمحمدية، على وضع الحجر الأساس لإنجاز مركز لتشخيص وعلاج الأمراض المزمنة، وهو مشروع تضامني بامتياز يروم تعزيز العرض الصحي على مستوى المدينة.
ويعكس إشراف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز هذه المنشأة الصحية النوعية العناية الخاصة التي ما فتئ جلالته يوليها لقطاع الصحة ، لاسيما من خلال الوقوف على تطوير البنيات التحتية الاستشفائية وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين، كما يجسد حرص جلالته الراسخ على ضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات والرفع من جودتها.
وسيوفر المركز المزمع إنجازه، الاستقبال والتكفل الطبي، وتكوين وتوجيه أبناء المنطقة المصابين بأمراض مزمنة، والتشخيص المبكر للمضاعفات الناجمة عن داء السكري، إلى جانب تأطير وتكوين المتدخلين الجهويين في هذا المجال.
كما سيساهم في تقريب الخدمات العلاجية والحد من عناء التنقل إلى مراكز استشفائية بعيدة، وكذا تخفيف الضغط على المراكز المتواجدة بالمدينة ومن ثم تمكين المرضى من خدمات استشفائية ذات جودة وظروف علاج كريمة.
وهكذا فإن مختلف المبادرات التي قامت بها المؤسسة في إطار استراتيجية طموحة ، ما فتئت تتعزز يوما عن يوم وسنة بعد أخرى، وذلك من خلال إحداث العديد من المراكز الصحية الموجهة على الخصوص للفئات المعوزة، وتشييد البنيات التحتية الكفيلة بتعزيز الولوج إلى العلاجات على المستوى الوطني.
كما تؤكد هذه المبادرات المكانة الهامة التي يحظى بها الأشخاص المعوزن في مخططات عمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن القائمة، بالأساس ، على دعم الولوج الى خدمات صحية ذات جودة ، فضلا عن التمدرس والتكوين والتربية وإعادة إدماج الشباب والتنشيط الثقافي والرياضي والتكوين في مجالات مختلفة.