تحولت صدقات وزراء العدالة والتنمية إلى بهرجة ورياء، وتسابق الوزراء بمن فيهم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على إظهار أفضالهم على المعوزين والفقراء، فبنكيران الذي أطل مع زوجنه خلال حفل تكريم النساء بمسرح محمد الخامس تعود على تسجيل كل صدقة أمام الملأ، مع إشهاد الناس عليها، والرميد سجل قراره بالتبرع بأعضاءه بعد وفاته أمام الملأ، مع أن هناك كثير من المغاربة فضلوا أن يبقوا ذلك سرا لا يعرفه إلا الله، أكثر من ذلك فقد أفشى مسألة تمويل وجبات غذاء الأعوان بوزارة العدل، وكأنه يقول للمغاربة إشهدوا إنني أتصدق عليهم من مالي الخاص مع أن لا أحد طلب منه ذلك، وكان عليه أن يترك الناس في حالهم. الرميد وإظهارا في الرياء قال إنه أمر بتخصيص نفس وجبات الأكل التي يتناولها لهؤلاء الأعوان، ليقول لنا أنا مثل الناس، يقتاتون مما أقتات منه، وكان عليه أن يبقى الأمر سرا عملا بالحديث الشريف لا تعرف يسارك ما أنفقت يمينك، لكن الرميد الذي يوفر لليوم الأسود فضل أن تتم الأمور على رؤوس الأشهاد. بنكيران وإمعانا في "قليان السم"، ذهب إلى مسرح محمد الخامس رفقة زوجته، بل إنه صافح ثريا الصواف بحرارة، وأمام رفيقة دربه، حتى يقول للمغاربة إنني وزير حداثي وهاهي زوجتي لم تثر ثائرتها، ونحن نعرف أن بنكيران وزير سلفي عليه أن يخفض عينيه وهو ينظر إلى نساء متبرجات. لكن الأمر في نهاية المطاف ليس سوى شعبوية مقيتة ألفها بنكيران وصحبه لدرجة أن المغاربة حولوها إلى نكت يتندرون بها في لياليهم الباردة. إن ما يقوم به وزراء العدالة والتنمية حسب اعتقادي يدخل في إطار تزجية الوقت بالمسرحيات المضحكة المبكية، فهم يريدون أن يظهروا أكثر تدينا من غيرهم مع العلم أن الدين يحرم التباهي بالعمل الجميل. لكن بنكيران ورهطه يغطون على فشلهم الذريع وإفلاسهم البين في تدبير الشأن العام بمثل هذه الخرجات والقفشات، فالشعب لم ينتخبهم ليركبوا هذه السيارة أو تلك أو يركبوا القطار ويستعملوا المصعد العادي ويأكلوا مما يأكل الناس ويتسوقون في الأسواق ولكن انتخبهم من أجل تحقيق برنامجهم الانتخابي أو جزء منه على الأقل.