تعتبر هذه الصورة وثيقة هامة لتأريخ عملية الفلقة كآلية فعالة ومهمة في أصول التربية التقليدية للأطفال، بل أحيانا الراشدين الكبار.. فالفلقة أسلوب متجذر في الثقافة المغربية العريقة داخل الأسر وفي المسِيَّد والمدرسة وعند الحرفيين التقليديين وذلك لردع بعض الأطفال والمراهقين المشاغبين، وكذلك في دار المخزن والزوايا والباشوية بالنسبة لعقاب المجرمين والخارجين عن الأنظمة الداخلية المتعارف عليها بهذه المؤسسات.. وبفضل هذه الآلية كان النظام والإحترام الواجب مستشريا في كل مكان داخل الأسرة والمدرسة والشارع والمجتمع والدولة، فكبريات كتب التأريخ حبلى بقصص عن حوادث عقاب الملوك وذوي الشأن للمتمردين والخارجين عن الطاعة والمختلسين وغيرهم، بل لأسباب تافهة في بعض الاحيان، لهذه الطريقة..
أسلوب الفلقة، المعروفة عنذ إخواننا المشارقة بالعلقة الساخنة، ذاق كبار العلماء والفقهاء ورجال الدين والمسؤولون حرارتها من أجل العلم والتحصيل والدراسة وخصوصا حفظ القرآن..
إن ما نراه اليوم، للاسف، من ميوعة وانحلال وانفلات أخلاقي وسلوكي لبعض التلاميذ بالمدارس والمراهقين والمجرمين بالشوارع والأسرة والمجتمع ككل هو نتيجة ابتعادنا على ثقافتنا المتأصلة واتباع أساليب دخيلة على مجتمعنا في مبادئ التربية، فالعصا خرجات من الجنة والهدرة السارية والمعنى الجارية، الله يرحم ناس زمان ماخلاو لينا مانقولوا ياحسرة...