في صورة اليوم تظهر سيارة كلاسيكية محملة بصنوف الطرائد بعد عودة ناجحة من رحلة قنص في نواحي مدينة الدارالبيضاء، في بداية الثلاتينات من القرن الماضي. لكن اللافت للإهتمام أكثر هو ذلك الطفل ذو السحنة السمراء، إنه "عبيد الرمى" أو "الحياح"، الحلقة المهمة في عملية الصيد والقنص في الجبال والسهول.. فظهور عبيدات الرمى بالمغرب كان في القرن السادس عشر الميلادي ومنهم من يرجعه إلى القرن الحادي عشر الميلادي ، خلال رحلات القنص التي ينظمها السلاطين وخاصة المولى الرشيد والمولى إسماعيل الذي أسس كتيبة من صغار أبناء عبيد البخاري تعنى بهذه الحنطة كسائر الحرف والحنط الخاصة بالقصور السلطانية كالفرايكية والزرزاية والعوامة وأصحاب تطييب الماء كما هو مذكور في " العز والصولة في معالم نظم الدولة" للمؤرخ عبد الرحمان بن زيدان.
فطبيعة المجال الغابوي كان دافعا محددا لوظيفة عبيدات الرمى، حيث وفرة الوحيش والغنى الطبيعي، ساهم في ظهورهم كأشخاص كانوا يشكلون طبقة خاصة ومفضلة من العبيد تسمح لهم بالتقرب من السلاطين ومصاحبتهم طيلة أيام القنص مع ما يصاحب ذلك من تقديم الخدمات وفنون السخرة الملوكية، في نظام بديع وتأدب حصيف أمام الجلالة السلطانية، فبقي أحفاد من هذه السلالة ترافق السادة في النزهات وخرجات الصيد والقنص وكان شعرهم الشعبي العامي، عبارة عن مدح سادتهم و ذم أعدائهم و كذا السخرية من البخلاء.. .