قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية إن غزة تشهد توترا متصاعدا وسط دعوات متزايدة من سياسيين إسرائيليين لإعادة الاستيطان في القطاع. وأشارت إلى أن هذا التوجه السياسي يثير قلقا دوليا بشأن إمكانية تنفيذ خطط تهدف إلى تغيير ديموغرافي في المنطقة، مما قد يزيد من حدة الصراع مع الفلسطينيين ويعقّد الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وجاء في مقال رأي للكاتب الصحافي ذو الأصول الهندية، إيشان ثارور، أنه على خلفية القصف الإسرائيلي المستمر شمالي غزة، والذي أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد مئات الآلاف، ظهرت أصوات إسرائيلية مؤثرة تدعو إلى إعادة بناء المستوطنات في غزة. ومن بين هؤلاء، وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي صرح في تجمع للمستوطنين بأن الهجمات على جنوب إسرائيل في السنوات الأخيرة أظهرت ضرورة تعزيز الوجود الإسرائيلي في غزة. وأشار بن غفير إلى إمكانية إعادة توطين المستوطنين اليهود الذين تم إجلاؤهم في عام 2005. وأشار المقال إلى تصاعد هذه التوترات من الجانب الإسرائيلي، بينما تواجه غزة أزمة إنسانية متفاقمة. فقد أكدت الأممالمتحدة أن المناطق الشمالية من القطاع تعاني من نقص حاد في الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الأدوية والمياه الصالحة للشرب، وسط انقطاع تام للمساعدات الإنسانية. وفي السياق نفسه، اتهمت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" الحكومة الإسرائيلية بمحاولة "تطهير عرقي" في شمال غزة، محذرة من أن ما يحدث قد يؤدي إلى تفريغ المنطقة من سكانها الفلسطينيين. وأكد كاتب المقال أن الحكومة الإسرائيلية لم تتبنَ رسميا أي خطة لإخلاء غزة من الفلسطينيين، لكن تزايد الأصوات المؤيدة للاستيطان يعكس توجها في الأوساط السياسية الإسرائيلية نحو سياسات أكثر تطرفا. حيث أثار هذا التوجه انتقادات من قِبل المجتمع الدولي، حيث دعا العديد من القادة الغربيين، بمن فيهم مسؤولون من الولاياتالمتحدة وأوروبا، إلى حل دبلوماسي شامل بدلا من اللجوء إلى القوة العسكرية فقط. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن هذه التوترات تأتي في وقت حساس بالنسبة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطا داخلية ودولية متزايدة للتعامل مع الأزمة في غزة بطريقة تحافظ على الأمن الإسرائيلي، دون أن تؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة. وتعتبر هذه التطورات مؤشرا على عمق الانقسام السياسي في إسرائيل بين أولئك الذين يرون في الاستيطان حلا أمنيا طويل الأمد، وبين من يخشون أن تؤدي هذه السياسات إلى زيادة العزلة الدولية وتفاقم الصراع المستمر.