شهد المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، في آخر يوم من عروضه السينمائية أمس الجمعية، تقديم شريط "آخر اختيار" للمخرجة المغربية رشيدة سعدي، الذي تم اختياره ضمن فئة "بانورما" هذه السنة. وفي تصريح لهسبريس كشفت رشيدة السعدي أن الفيلم يرصد رحلة شابة تقع في إدمان "البوكر" وتنجح في الهرب من هذا العالم، لكن زواجها من صيدلي يجعلها غير راضية عن نفسها فينتهي بها الأمر بالعودة إلى لعب القمار الذي يقودها إلى دوامة مدمرة على المستوى النفسي والعائلي. وأبرزت المخرجة ذاتها أن تطرقها لموضوع إدمان القمار في فيلمها كان خياراً نابعاً من رغبتها الشخصية في تناول موضوع نادراً لم يتم تناوله في السينما المغربية، خاصة من المنظور النسائي، مضيفة أنه من خلال تسليطها الضوء على إدمان البوكر أرادت إلقاء نظرة جديدة على الآليات المعقدة لهذا الإدمان وعواقبه الوخيمة على الحياة. وتابعت المتحدثة ذاتها، في تصريحها لهسبريس، بأنه يمكن أيضًا توسيع الموضوع ليشمل أشكالًا أخرى من الإدمان، مثل المخدرات أو الكحول، وتسليط الضوء على الأوجه المتعددة لمكافحته. وتميزت المخرجة المغربية في هذا العمل برؤية خاصة تتسم بالجرأة، من خلال تناول موضوع جديد كان في وقت سابق حكرا على الرجال، وعبرت فيه بأسلوبها السينمائي الذي يمزج بين الواقعية والرمزية، ما منح المشاهدين تجربة بصرية غنية. وتألقت الممثلة المغربية فرح الفاسي، التي غابت عن العرض بسبب التزامها بتصوير مسلسل جديد بالدار البيضاء، في تجسيد دور البطولة المطلقة، حيث تمكنت من تجسيد مشاعر الشخصية بصدق عالٍ ترك انطباعًا كبيرًا لدى الحضور، وجعل من الفيلم تجربة مؤثرة. جدير بالذكر أن العرض الذي احتضنته قاعة "سبارطيل" بقصر الفنون شهد حضور مجموعة من الفعاليات السينمائية والوجوه الفنية، من بينها الممثل عمر لطفي، حسن بنجلون، عبد الإله الجوهري، عزيز السالمي وآخرون.