يعكف المخرج الفرنسي المغربي محمد فكران على وضع اللمسات الأخيرة على فيلمه الجديد "النزال الأخير"، الذي من المقرر أن يخرج إلى القاعات السينمائية مطلع السنة المقبلة. واختار فكران، من خلال أحداث هذا الفيلم، تسليط الضوء على ظاهرة الهجرة السرية أو ما يصطلح عليه بالدارجة المغربية "الحريك" في اتجاه الديار الأوروبية؛ وذلك من خلال شخصية الشاب رشيد المحترف لرياضة الملاكمة، الذي يسعى إلى عبور ميناء طنجة والوصول إلى أوروبا رفقة صديقه السالك. واختار المخرج معالجة ظاهرة الهجرة من زاوية مختلفة عن الأعمال المقدمة سالفا، باستخدام تقنيات تصويرية عالية الجودة، يوضح الممثل المغربي ربيع القاطي الذي يتقاسم بطولته في "النزال الأخير" مع عدد من الممثلين؛ من بينهم الفنان عز العرب الكغاط وعدد من الفنانين الأجانب من فرنسا وبريطانيا. وكشف القاطي، في تصريح لهسبريس، أن الفيلم، الذي جرى تصوير بعض مشاهده بمدينة الدارالبيضاء، قبل الانتقال إلى النرويجوفرنسا لتتمة باقي المشاهد، يُسلط الضوء على هموم المواطن المغربي، ويعكِسُ انشغالات الشباب وهمومه وانتظاراته. وأضاف: "على الرغم من تناول قضايا المجتمع المغربي في أعمال سينمائية مختلفة، فإن المخرج محمد فكران يحرص في عمله الجديد على توظيف طرقٍ فنية مبتكرة"، مبرزاً أن الدور الذي يقوم بتجسيده في "النزال الأخير" مختلف تماماً عن الأدوار التي قدمها في أعماله السّابقة. وأبرز أنه لتجسيد أي دور لا بد من تركيب أبعادِه السيكولوجية، وزاد: "الاشتغال من منظور سطحي لا يُمكن أن يحمل رسالة صادقة إلى المتلقي، وهذا التقرب من الفئات الاجتماعية يُمكن الممثل من التقرب من عمق الشخصية". ويعد الفيلم السينمائي "النزال الأخير" أول فيلم للمخرج محمد فكران الذي يحظى بدعم المركز السينمائي المغربي، والذي سيتم تصويره بين المغرب وفرنسا، بمشاركة ممثلين أجانب، وممثلين مغاربة شباب في أدوار ثانوية.