بعد الاعلان الرسمي عن فقدان طائرة F16، التابعة لسرب القوات المسلحة المغربية المشارك في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لاسترجاع الشرعية في اليمن، وبعد توارد أخبار الحادث على شبكة الانترنت، بشكل اختلط فيه الحابل بالنابل، قررنا في اجتماع تحرير كل من تلكسبريس وشعب بريس ولاروليف، صباح اليوم الاثنين، أن لا نخوض في نشر صور واشرطة الفيديو لحطام الطائرة المغربية F 16، التي تم إسقاطها أمس الأحد بمحافظة صعدة، شمال اليمن، ولاحتى نشر الصور المفترضة أو المفبركة للطيار المغربي وهو مهشم الوجه كما تابع الرأي العام الوطني لسوء الحظ في مواقع الكترونية عدة.. لقد كان إجماع معظم الصحفيين والتقنيين والعاملين في المؤسسة على عدم الخوض في الحادثة، رغم غزارة المادة المتواجدة وكثرة الصور وأشرطة الفيديو حول حادث الطائرة، وما يشكل ذلك من إغراءات لاصطياد القراء والزيادة في عددهم...
هذا الموقف، وعكس ما قد يظنه البعض، لم يكن مرده أننا نريد إخفاء الشمس بالغربال، ولكنه نابع من عدة قناعات ترتبط باعتبارات مهمة وأساسية، يتداخل فيها ما هو أخلاقي ومهني بما هو انساني ووطني، واعتبارا لقدسية ونفسية الجيش المغربي الباسل وحرصا على عدم المساس بعمله الشريف والبطولي..
إننا كمؤسسة صحفية مهنية لا نقبل المتاجرة بمآسي المغاربة ولا نقبل استغلال الأخبار المثيرة التي تسيء قطعا للشعب المغربي، الذي تألم للحادث كما هو الشأن بالنسبة لباقي الشعوب التي تصيبها هكذا مصائب..
وقد اقتصرنا فقط على نشر البلاغ الرسمي الذي أصدرته القوات المسلحة الملكية، ولن ننجر الى مستنقع التشهير بجثة طيار مغربي بطل آلى على نفسه أن يقوم بواجبه و ينوب على 34 مليون من المغاربة وذلك للحفاظ على أمن "العربية السعودية وكيانها" وحلفاء المغرب الاستراتجيين..
كما أننا لن ننجر إلى تفاهات الصحافة الصفراء التي جعلت من الحادث مادة تجارية لجلب الزوار والرفع من نسبة المشاهدة، ونعتبر أنفسنا جزءا من الصحافة المواطنة الوطنية التي تحترم نفسها وتحترم الشعب المغرب في أفراحه ومآسيه..
ونظرا لهذه الاعتبارات فإننا ننأى بأنفسنا عن دولارات "غوغل ادسنس"، من خلال الاسترزاق بصور وفيديوهات تكشف حطام طائرة تحمل العلم المغربي وشعاره العسكري، وتكشف الوجه المهشم للطيار المفترض، وهي أفعال لا تشرف الصحافة وبعيدة كل البعد عن مبادئ المهنية وأخلاقياتها.