أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، امس الأربعاء بواشنطن، أن المقاربة المتعددة الأبعاد التي وضعها المغرب لمكافحة التشدد الديني والتطرف تسعى إلى تفكيك منهجي للأطروحات الضالة للجماعات الإرهابية. واعتبر عبادي، خلال جلسة نقاش حول موضوع "مساهمة المغرب في مكافحة التطرف العنيف بإفريقيا والشرق الأوسط" نظمت بمقر مجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، عشية انعقاد الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، أن "مقاربة المغرب تستمد قوتها ووجاهتها من المبادئ والتعاليم الأصيلة للإسلام، مع الأخذ بعين الاعتبار النص والسياق، بعيدا عن أي استغلال سياسوي".
ولاحظ عبادي، في هذا اللقاء الذي بث مباشرة على القناة الأمريكية (سي سباين)، أن الطابع الشامل لاستراتيجية المغرب في مجال مكافحة التطرف الديني يستهدف منابع التطرف، عبر إنتاج "أنزيمات فكرية" قادرة على تحصين المجتمع ضد "أجراس الموت".
وقال إن تناسق وتماسك هذه المقاربة "الواقعية" يرتكز في المقام الأول على الدور المحوري لمؤسسة إمارة المؤمنين والخيار "المبكر جدا" الذي قامت به المملكة منذ عدة قرون لاتباع المذهب المالكي، الذي يربط بين النص والسياق، وللعقيدة الأشعرية التي تقوم على النص والعقل، والصوفية التي تدعو إلى الروحانية والعمل الإيجابي على أرض الواقع.
كما أوضح عبادي أن المغرب ينكب بجد على تجفيف المنابع التي تغذي الخطاب المتطرف، مشيرا في هذا الصدد إلى إطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامية إلى تشجيع وتعزيز الولوج إلى الفرص الاقتصادية بمجموع التراب الوطني، خاصة في صفوق الشباب، بهدف توفير مناخ متسامح يساعد على الاندماج.
في هذا السياق، أبرز أن التجربة المغربية في مجال مكافحة التطرف العنيف أصبحت منذئذ نموذجا "بناء وناجحا" لبلدان القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن خبرة المملكة في مجال تكوين الأئمة أصبحت مرجعا لعدد من البلدان بالعالم.