كال المقرئ الإدريسي أبو زيد، القيادي بحزب العدالة والتنمية وعضو مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح، كثيرا من الإتهامات إلى حكومة رفيق دربه عبد الإله بنكيران، متهما إياها بالتواطئ مع النظام السوري، وطالب المقرئ الإدريسي أبو زيد في سياق لعبة تبادل الأدوار بين مسؤولي العدالة والتنمية بطرد السفير السوري بالمغرب، مؤكدا خلال وقفة نظمها المنتسبون إلى الحزب بمنطقة مولاي رشيد يوم الأحد الماضي أمام مقر العدالة والتنمية بحي السدري بالدارالبيضاء شارك فيها أيضا أعضاء من جماعة العدل والإحسان وعددا من المحسوبين على التيار السلفي، أن الحكومة الحالية ألعن من سابقاتها، وأنها لا تقيم وزنا للجانب الإجتماعي والإنساني منددا بما وصفه صمت حكومة بنكيران، وقرارها المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد بتونس، مستغربا تقاعس رفيقه في الحزب، بخصوص ما يجري في سوريا واستغرب كثير من المتتبعين تنظيم هذه الوقفة من قبل قياديين في الحزب الذي يقود الحكومة، وإن ذهبت إلى القول إن الأمر لا يعدو أن يكون اللعب على الحبلين أو بالمعنى الدارج " شي يكوي وشي يبخ"، وليس هذه هي المرة الأولى التي يكيل فيها المقرئ الإدريسي السباب لبنكيران، إذ سبق أن قال فيه ما لم يقله مالك في الخمر، بل وهدد بنسف الحكومة إن هي لم توف بتعهداتها.
ووصفت المصادر الوقفة بالفضيحة الكبرى، والتي تؤكد مواقف الحزب الحقيقية التي تسبح ضد التيار، موضحة أن الوقفة التي شاركت فيها أيضا فيديرالية التعليم التابعة لنقابة محمد يتيم النائب الأول لمجلس النواب، كال فيها المقرئ أبو زيد الإتهامات جزافا للمخابرات المغربية، حيث قال إن سوريا بها أعداد كبيرة من الاجهزة المخابراتية لكننا مع ذلك لن نجد مثيلا للمخابرات المغربية التي قال إن لاشرعية لها. مع أنها تأسست بظهير سنة 1973، كما ندد بأعمال جهاز الديستي الذي قال عنه إنه متورط في اختطاف عدد من المواطنين.
لكن أكثر ما أثار الفضوليين التي تابعوا مسرحية العدالة والتنمية التي أبدع في إحراجها المقرئ الإدريسي الذي يستفيد من أموال الدولة كنائب برلماني لثالث ولاية دون أن يثير فيه ذلك أي حرج، هو الدعوة التي أطلقها بدعم الشعب السوري وتوفير المعونات إليه، وهو ما جعل كثيرا من الحاضرين يتساءلون عن مآل الأموال التي جمع حزب العدالة والتنمية لشعب البوسنة قبل أن تتبخر في السماء، ولم يظهر لها أثر حتى اليوم.