تفكيك خلية إرهابية كانت تنوي التوجه إلى ليبيا ليس حدثا معزولا، ولكنه يدخل ضمن توجه جديد للإرهابيين المغاربة، الذين بدؤوا في الالتحاق بجبهة القتال مع داعش في هذه المنطقة، وذلك لثلاثة أسباب، أولها الاستجابة لدعوى أبو بكر البغدادي خليفة داعش، الذي وجه نداء للمتطرفين من أجل الالتحاق بليبيا. والثاني لقناعة الإرهابيين انهم استنفدوا قوتهم في سوريا وليبيا. والثالث لأن الهجرة إلى ليبيا لا تتطلب تكاليف كبيرة. الرحلة إلى سوريا أو العراق تحتاج إلى مصاريف الطائرة نحو تركيا وغيرها من الواجبات، في حين الرحلة إلى ليبيا يمكن أن تتم برا عبر الجزائر، العاجزة أصلا عن مراقبة تحركات الإرهابيين. ولا ننسى هنا أن المعركة في سورياوالعراق لم تعد مغرية للإرهابيين، لأن الموازين تحولت والدول الفاعلة شرعت في ترتيب أوراقها هناك، وحتى تدريب المعارضة من قبل أمريكاوتركيا مخصص لنوع من الجهاديين ولن يشمل الكل.
يذكر أن المصالح الأمنية تمكنت من إلقاء القبض بمدينتي وجدة والدار البيضاء، على ثلاثة متطرفين منحدرين من مدينة سيدي بنور كانوا يعتزمون الالتحاق بتنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، وذلك على خلفية دعوة الخليفة المزعوم "أبو بكر البغدادي" لأنصاره بالمغرب العربي من أجل تعزيز صفوف فرع هذه المنظمة المتطرفة بهذا البلد المغاربي. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية، أن هذه العملية تمت في إطار مواجهة التهديد الإرهابي المتنامي منذ إعلان هذا التنظيم تأسيس ما يسمى "بالدولة الإسلامية" وعلى ضوء معطيات دقيقة رصدتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وأضاف المصدر ذاته أنه "يتضح جليا من خلال تتبع الوضع بالساحة الليبية أنها أضحت قبلة للمقاتلين، لاسيما الموالين لهذا التنظيم الذي ما فتئ يعلن نيته التمدد في دول المغرب العربي عبر بوابة ليبيا، في إطار استراتيجيته الجهادية الشمولية العابرة للحدود".
كما أشار البلاغ إلى أن ثلاثة مقاتلين على علاقة بالمجموعة الموقوفة تم تقديمهم إلى العدالة بتاريخ 31 دجنبر 2014، إثر محاولتهم الفاشلة الالتحاق ببعض العناصر الإرهابية بليبيا التي تنحدر أيضا من مدينة سيدي بنور وكانوا على تنسيق معها من أجل هذا الهدف.
وأوضحت الوزارة أنه سيتم تقديم المشتبه بهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
لقد أصبحت ليبيا حسب تقارير غربية وجهة مفضلة للإرهابيين، وكان إعدام 21 قبطيا مصريا على أيدي متشددين في ليبيا بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية إعلانا بأن التنظيم تمدد من سورياوالعراق إلى ليبيا.
وانتهز المتشددون حالة الفوضى لإيجاد موطئ قدم لهم في شمال إفريقيا على مبعدة رحلة بالقارب من سواحل إيطاليا. ويبدو أن ليبيا هي الخطوة الأكثر نجاحا لتنظيم الدولة الإسلامية خارج معقله في الشرق الأوسط حيث يجذب المزيد من الأتباع ويزيد مخاوف الغرب من وجود قاعدة جديدة للمقاتلين الجهاديين في شمال إفريقيا.