أدانت عدة جمعيات مغربية، ينشط معظمها بإيطاليا، مأساة تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف، مؤكدة أن الآلاف منهم تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة، تم انتزاعهم من عائلاتهم وترحيلهم إلى بلدان مختلفة لتلقي تكوين حول استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات. وحضر أعضاء وممثلو هذه الجمعيات الذين اجتمعوا بمبادرة من منظمة "اليمامة البيضاء" التي تقوم بعملية تحسيسية للرأي العام الدولي حول ظاهرة تجنيد الأطفال خاصة في مخيمات تندوف، مساء أمس السبت بروما، عرض فيلم وثائقي حول "الجرائم البشعة" التي ترتكب في حق "أطفال صحراويين مغاربة انتزعوا بالقوة من عائلاتهم وتم ترحيلهم إلى كوبا ودول الاتحاد السوفياتي السابق والجزائر وليبيا".
ويندرج عرض هذا الوثائقي في إطار عملية لتحسيس الرأي العام الإيطالي بمناسبة اليوم العالمي للأطفال المجندين، الذي يصادف يوم 12 فبراير، والذي سيتميز بتنظيم هذه المنظمات غير الحكومية لوقفة للأطفال وأمهاتهم أمام مقر الحكومة الإيطالية بروما.
ويتطرق الفيلم الوثائقي ل"شهادات مؤثرة" لصحراويين تم ترحيلهم سابقا وقضوا سنوات في كوبا. وحسب هذه الشهادات تم نفي آلاف الأطفال إلى كوبا لشحنهم بالفكر الشيوعي من قبل "البوليساريو"، حيث تم إخضاعهم رغم صغر سنهم لجميع أشكال الاستغلال وتلقوا تكوينات حول استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات.
وأكدت الشهادات أن عددا كبيرا منهم لقوا مصرعهم أثناء استخدام المتفجرات ليتم دفنهم سرا في أماكن مختلفة، مشيرة إلى أن الناجين الذين ينشأون في هذا الوسط يتم دمجهم بشكل عام في قوات أو مجموعات مقاتلة أو مجموعات إرهابية، كما وقع خلال الأحداث التي أدت إلى سقوط القذافي في ليبيا.
ويأتي عرض هذا الشريط قبل تنظيم وقفة تحت شعار " وقف الجرائم المرتكبة ضد أطفال مخيمات تندوف" ستشارك فيها يوم الخميس المقبل عدة جمعيات.
وأوضح رئيس جمعية "اليمامة البيضاء" علي جدو أن هذه التظاهرة تتوخى كشف الانتهاكات المكثفة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف للمجتمع الدولي، ودعوة قوى السلام والديمقراطية والحرية إلى التدخل وممارسة مزيد من الضغط لإنهاء معاناة الأطفال الذين يتم إلحاقهم بالقوات أو المجموعات المسلحة.
وسيتم تسليم رسائل من أمهات مغربيات وإيطاليات وأطفالهن لجلب الانتباه حول "الجرائم التي يرتكبها البوليساريو في حق الأطفال الذين يصبحون جنودا رغما عنهم، لرئيسي غرفتي البرلمان الإيطالي واللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان وفرع منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة بإيطاليا والبابا .
وأشار السيد جدو إلى أن منظمة "اليمامة البيضاء" قررت استقبال الرسائل الاحتجاجية تضامنا مع أطفال مخيمات تندوف التي سيتم توجيهها إلى مدرسة علال بن عبد الله بالرباط (مقر إطلاق المشروع) قبل تسليمها إلى ممثلية الأممالمتحدة، التي ستسلمها بدورها إلى الأمين العام للأمم المتحدة لإدانة "الجرائم البشعة" للبوليساريو في حق الأطفال الأبرياء.
وأكد أن "الانتهاكات التي يرتكبها البوليساريو ويباركها الجهاز العسكري الجزائري تدفع أكثر فأكثر الشباب في مخيمات تندوف إلى الالتحاق بالجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء".