اعتبر النائب البريطاني دومينيك غرييف أن المغرب شريك أساسي لبريطانيا في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأشاد النائب المذكور بالإنجازات التي حققها المغرب في المجال السياسي والديمقراطي تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وخلال الزيارة التي يقوم بها وفد برلماني مغربي برئاسة رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، إلى المملكة المتحدة، ثمن النائب المذكور في تصريحات صحفية، الإصلاحات الدستورية التي انخرط فيها المغرب.
النائب البرلماني استغل الفرصة ليعبر عن مواقفه تجاه العلاقات المغربية البريطانية، التي اعتبرها "متينة وعريقة ويطبعها الاحترام المتبادل" ، مؤكدا على أن علاقات التعاون المتعدد الأوجه التي نسجها المغرب والمملكة المتحدة على مر السنين ستتطور أكثر في السنوات المقبلة لما فيه مصلحة البلدين.
وستكون الإصلاحات السياسية والدستورية التي انخرط فيها المغرب ، وما حققه من إنجازات في مجال تكريس الخيار الديمقراطي والدفاع عن حقوق الإنسان ، وكذا السياسة الجديدة للمملكة في مجال الهجرة ، ضمن جدول أعمال المباحثات المغربية البريطانية.
من جهة أخرى أشاد البرلمان البريطاني، بالجهود المبذولة من طرف المغرب في مجال محاربة الإرهاب وتجربة المملكة الرائدة في تكوين الأئمة، وذلك خلال لقاء انعقد بالبرلمان البريطاني بين النواب المغاربة ونظرائهم البريطانيين.
وكان مجلس النواب صادق مؤخرا على مشروع قانون يقضي بتجريم الالتحاق بجماعات إرهابية، والدعاية للإرهاب والتحريض عليه، وكذا تلقي تدريبات داخل أو خارج المغرب.
وأبرز الوفد المغربي أهمية التجربة التي طورها المغرب في مجال تكوين الأئمة طبقا لمبادئ المذهب المالكي الذي يدعو إلى الاعتدال والوسطية، مشيرين إلى أن نجاح هذه التجربة دفع مجموعة من البلدان العربية والإفريقية إلى إبداء رغبتها في استلهام النموذج المغربي والاستفادة منه للتصدي للأفكار المتطرفة والظلامية.
وتعود العلاقات المغربية البريطانية إلى سنة 1213 عندما أرسل جون ملك إنجلترا أول بعثة دبلوماسية للمغرب لإجراء اتصالات مع محمد الناصر، السلطان الرابع في الدولة الموحدية، وتعتبر هذه المهمة الديبلوماسية نقطة انطلاق علاقة مثمرة نمت وتقوت على مر القرون حيث مرت 800 سنة من العلاقات المغربية–البريطانية والتي تميزت بعدد من الأحداث البارزة، من بينها التحالف الأنجلو مغربي ضد إسبانيا، وجمعت هذه العلاقات بالعائلات المالكة في كل من المملكة المتحدة والمملكة المغربية واللتين تتميزان بتقاليد ملكية مشتركة. وبلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين عتبة 1 مليار جنيه إسترليني سنة 2012.
ويوجد 25000 مهاجر مغربي بالمملكة المتحدة، كما يزور المغرب ما يقارب نصف مليون سائح بريطاني سنويا. وعدد المغاربة الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية في تزايد مستمر، كما أصبحت اللغة العربية أكثر انتشاراً وأهمية من الفرنسية عند البريطانيين.