أشاد البرلمان البريطاني، أمس الأربعاء، بالجهود المبذولة من طرف المغرب في مجال محاربة الإرهاب وتجربة المملكة الرائدة في تكوين الأئمة، وذلك خلال لقاء انعقد بالبرلمان البريطاني بين النواب المغاربة ونظرائهم البريطانيين. وشكل هذا اللقاء، المنظم بمناسبة زيارة العمل التي يجريها وفد برلماني مغربي، يقوده رئيس مجلس النواب، السيد رشيد الطالبي العلمي إلى إنجلترا، فرصة لأعضاء الوفد المغربي، الذين يمثلون مجلسي النواب والمستشارين، لاستعراض الخطوط العريضة للاستراتيجية المندمجة التي وضعتها المملكة من أجل التصدي للإرهاب والتطرف الديني، والذي أضحى آفة عالمية تهدد الأمنين الإقليمي والدولي. وذكروا، في هذا الصدد، بمصادقة مجلس النواب مؤخرا على مشروع قانون يقضي بتجريم الالتحاق بجماعات إرهابية، والدعاية للإرهاب والتحريض عليه، وكذا تلقي تدريبات داخل أو خارج المغرب. كما أبرزوا أهمية التجربة التي طورها المغرب في مجال تكوين الأئمة طبقا لمبادئ المذهب المالكي الذي يدعو إلى الاعتدال والوسطية، مشيرين إلى أن نجاح هذه التجربة دفع مجموعة من البلدان العربية والإفريقية إلى إبداء رغبتها في استلهام النموذج المغربي والاستفادة منه للتصدي للأفكار المتطرفة والظلامية. وقال السيد الطالبي العلمي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذا اللقاء شكل مناسبة "لإطلاع البرلمانيين البريطانيين، المنتمين لمجلسي البرلمان البريطاني (مجلس العموم ومجلس اللوردات)، على التقدم الذي حققه المغرب في مجال حقوق الإنسان وتكريس الخيار الديمقراطي ودولة الحق والقانون". وأضاف أن "البرلمانيين المغاربة سلطوا الضوء أيضا على الإصلاحات الاقتصادية والقضائية التي تبنتها المملكة، فضلا عن الأوراش التنموية المهيكلة التي أطلقتها"، مبرزا إشادة وترحيب البرلمانيين البريطانيين بالتطور السوسيو-اقتصادي الذي أحرزه المغرب والاستقرار السياسي الذي ينعم به، والذي يعزز ثقة المستثمرين. وأشار السيد الطالبي العلمي إلى أن "المباحثات تطرقت أيضا إلى المستجدات الأخيرة على الساحة العربية والإقليمية والدولية"، مؤكدا على ضرورة استمرار الحوار بين برلمانيي البلدين خدمة للمصالح الاستراتيجية للمملكة المتحدة والمملكة المغربية، البلدان الصديقان منذ أمد بعيد. من جهته، أعرب النائب العمالي، مايك جيبس، الذي نشط النقاش، عن اعتزازه بالمشاركة في هذا اللقاء الهام، الذي أتاح تبادل وجهات النظر مع النواب المغاربة، والتطرق لمجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك. يذكر أن وفدا برلمانيا مغربيا، يقوده رئيس مجلس النواب، السيد رشيد الطالبي العلمي، قد بدأ أول أمس الاثنين، زيارة عمل للمملكة المتحدة بدعوة من رئيسي غرفتي البرلمان البريطاني. وخلال هذه الزيارة، التي ستستمر حتى الثلاثين من الشهر الحالي، سيجري أعضاء الوفد البرلماني المغربي مباحثات مع عدد من الزعماء السياسيين البريطانيين، ستنصب على بحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين نواب البلدين ، وتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسستين التشريعيتين ، وتنسيق المواقف بشأن عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وستكون الإصلاحات السياسية والدستورية التي انخرط فيها المغرب، وما حققه من إنجازات في مجال تكريس الخيار الديمقراطي والدفاع عن حقوق الإنسان، وكذا السياسة الجديدة للمملكة في مجال الهجرة، ضمن جدول أعمال المباحثات التي سيجريها الوفد المغربي في لندن. وإلى جانب السيد الطالبي العلمي، يضم الوفد البرلماني المغربي السادة عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، وميلودة حازب رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، وإدريس لشكر، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، ومحمد الأنصاري، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين وعبد الحميد السعداوي رئيس الفريق الحركي بمجلس المستشارين.