رفضت السلطات الإسبانية المختصة اللجوء السياسي لحسنة اعليا، المحكوم بالمؤبد غيابيا ضمن مجموعة كديم إزيك، وطلبت منه مغادرة إسبانيا في غضون 15 يوما، وسيتم تنظيم حملة للتضامن معه. لا يهمنا موقف السلطات الإسبانية، التي هي حرة فيه، والواجب احترامه من الغير، ولكن يهمنا طلب اللجوء السياسي والتضامن مع المجرم المذكور.
هل من يحمل الساطور يحمل صفة لاجئ سياسي؟ هل من يقتل يعتبر لاجئا سياسيا أم هاربا من تنفيذ قرار العدالة؟ هل من يحرض على القتل والفتنة لاجئ سياسي؟ هل من يحمل الحجر ناهيك عن السلاح في وجه وطنه لاجئ سياسي؟
فرجال الأمن والقوات العمومية الذين قُتلوا أثناء تفكيك مخيم كديم إزيك هم مواطنون مغاربة، ولهم عوائل وزوجات وأبناء، ولم يكونوا يقومون بدور غير حماية الأمن والاستقرار باعتبارهما وظيفة الدولة الأولى. وفي معركة لم تطلق فيها قوات حفظ النظام رصاصة واحدة يتعرض حماة الأمن لأبشع أنواع الجرائم على يد عصابة كديم إزيك. هذه العصابة وبعد أن أرادت ان تحول مسجونيها إلى معتقلين سياسيين اليوم تبحث عن تحويل الفارين إلى لاجئين.
محاكمة هؤلاء المجرمين حظيت بتغطية إعلامية غير مسبوقة وحضرتها أكثر من 50 جمعية متخصصة في مراقبة حقوق الإنسان وأجمعت على توفر شروط المحاكمة العادلة. ولا يعتد بشهادة الجمعيات المعروفة تاريخيا بانحيازها للبوليساريو.
فالأحداث التي شهدتها مدينة العيون أثناء تفكيك مخيم كديم إزيك، أسفرت عن مقتل 11 عنصرا من القوات العمومية من بينهم عنصر ينتمي إلى الوقاية المدنية وجرح 70 من أفراد القوات العمومية، فيما أصيب أربعة أشخاص مدنيين بجروح.
وجاءت عملية التدخل بعد استنفاد كل مساعي الحوار الجاد لإيجاد حل لوضع غير مقبول قانونا، وذلك من أجل حماية سلامة وأمن المواطنين وفرض احترام القانون والنظام العام وتحرير ساكنة المخيم، إلا أن قوات الأمن، المشكلة من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، تعرضت أثناء تدخلها بشكل سلمي، لمواجهة عنيفة من طرف ميلشيات اعتدت عليها مستعملة الحجارة والزجاجات الحارقة وقنينات الغاز والسلاح الأبيض.
وبعد إخلاء المخيم في أقل من ساعة، وتوفير الحماية اللازمة لتمكين الساكنة من الخروج منه وفرض الأمن والنظام العام، قامت هذه المليشيات بنقل المواجهة إلى مدينة العيون، حيث أضرمت النار في المنشآت والممتلكات العمومية، وألحقت أضرارا بممتلكات الغير.
ومن بين قادة العناصر المخربة حسنة اعليا الذي يريد أن يتحول إلى لاجئ سياسي، وبالتالي يكون الموقف الإسباني هو عين الصواب.