توج منتخب زامبيا، الذي يطلق عليه لقب "الرصاصات" خلافا لباقي منتخبات افريقيا، عن جدارة واستحقاق بلقب النسخة ال28 لكأس إفريقيا للأمم في كرة القدم٬ إثر فوزه على منتخب كوت ديفوار بالضربات الترجيحية 8- 7 في المباراة النهائية التي جمعت بينهما مساء اليوم الأحد بملعب الصداقة بليبروفيل والتي انتهت في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي(0-0). وهو اللقب الأول لمنتخب زامبيا بعد خسارته نهايتي 1974 أمام منتخب الزايير الكونغو الديمقراطية حاليا و1994 أمام منتخب نيجيريا.
ويذكر أن المنتخبين كان قد التقيا ثلاث مرات في الأدوار النهائية لكأس إفريقيا للأمم فازت زامبيا مرتين (1-0 في المحلة بمصر عام 1974 في الدور الأول ثم 1-0 في سوسة في تونس عام 1994 في الدور الأول أيضا)٬ بينما فازت كوت ديفوار مرة واحدة (1-0 بعد الشوطين الإضافيين في دكار عام 1992 في ربع النهاية) .
وفجرت زامبيا ثالث مفاجأة في النسخة الحالية بعدما تغلبت على ثلاثة منتخبات كانت مرشحة للقب٬ فتفوقت على السنغال 2-1 في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الاولى٬ ثم على غانا 1-0 في ربع النهاية٬ وعلى كوت ديفوار في المباراة النهائية.
وهي المرة الرابعة التي يحسم فيها اللقب بالضربات الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي٬ بعد الاولى عام 1986 في القاهرة بين مصر والكاميرون (5-4)٬ والثانية عام 1992 في دكار بين كوت ديفوار وغانا (11-10)٬ والثالثة عام 2006 بين مصر وكوت ديفوار (4-2).
في المقابل٬ فشلت كوت ديفوار في التتويج بلقبها القاري الثاني في ثالث مباراة نهائية لها بعدما أحرزت اللقب عام 1992 في السنغال على حساب غانا 12-11 بالضربات الترجيحية الماراتونية (24 ضربة جزاء)٬ والثانية عام 2006 عندما خسرت أمام مصر بالضربات الترجيحية أيضا.
ونجحت زامبيا اخيرا في احراز اللقب وتكريم أرواح ضحايا انفجار الطائرة التي كانت تقل المنتخب الى السنغال لخوض مباراة في تصفيات الكأس القارية عام 1993 في ليبرفيل بالتحديد.
أما الجيل الذهبي للفيلة فأهدر فرصته الاخيرة لمعانقة اللقب خصوصا دروغبا (33 عاما) وحارس المرمى بوباكار باري (32 عاما) وزوكورا (31 عاما) وحبيب كولو توريه (30 عاما)٬ وفشل في فك العقدة التي لازمته في النسخ الثلاث الاخيرة حيث خسر المباراة النهائية عام 2006٬ وخرج من نصف النهائي عام 2008 في غانا على يد مصر 1-4٬ ومن دور ربع النهاية في النسخة الاخيرة في انغولا.
وأهدر ديديي دروغبا فرصة حسم المباراة في وقتها الاصلي عندما اضاع ضربة جزاء الدقيقة 70 واستمرت الاثارة في الضربات الترجيحية وأهدر حبيب كولو توريه وجيرفينيو لكوت ديفوار فيما أهدر رينفورد كالابا.
وتدين زامبيا بلقبها الى ستوبيلا سونزو الذي سجل الضربة الترجيحية الاخيرة.
وقدم الفريقان مباراة جيدة المستوى خاصة من جانب تماسيح زامبيا الذين فرضوا سيطرتهم على مجريات الشوط الاول وكانوا أكثر من ند في باقي أشواط اللقاء للفيلة الذين لم يظهروا بالشكل المطلوب بإستثناء الوقت الإضافي ليهدروا فرصة إحراز اللقب للمرة الرابعة على التوالي بعد ان كانوا في مقدمة المرشحين خلال المرات الاربع.
وقد وجد منتخب كوت ديفوار صعوبة في فك التكتل الزامبي في خطي الوسط والدفاع وبالتالي غابت فرص التسجيل التي كانت أوضح لزامبيا التي كانت قاب قوسين أو ادنى من افتتاح التسجيل في أكثر من مناسبة.
وكسب لاعبو زامبيا الثقة مع مرور الوقت وبادلوا كوت ديفوار الهجمات بواسطة كريستوفر كاتونغو وايمانويل مايوكا.
وبعد مرور نصف ساعة بدأ فيلة كوت ديفوار في الإعتماد على الهجوم من الأجنحة ٬وفي أول هجمة مرر غوسو غوسو كرة عرضية هيأها دروغبا بشكل مهاري رائع ليايا توريه داخل منطقة الجزاء لكنه سدد الكرة بعيدة عن المرمى مهدراً فرصة محققة.
وأهدر ناثان سينكالا فرصة افتتاح التسجيل عندما أتيحت له فرصة على طبق من ذهب من كريستوفر كاتونغو من ضربة ركنية انبرى لها رينفورد كالابا فسددها بقوة بيمناه من نقطة الجزاء بيد أن الحارس بوباكار باري انقذ مرماه من هدف محقق بارتماءة انتحارية (2).
وكاد مايوكا أن يسجل هدف السباق بضربة رأسية داخل المنطقة اثر تمريرة عرضية من تشيسامبا لونغو بيد ان كرته ذهبت بعيدة فوق المرمى (14).
وكانت أول فرصة للإيفواريين من خطأ مباشر من 29 مترا انبرى لها سياكا تيينيه بين يدي الحارس كينيدي مويني (20). وكاد غراديل أن يوجه الضربة القاضية لزامبيا عندما قدم له ويلفريد بوني٬ كرة داخل المنطقة فراوغ الدفاع وسددها بجوار المرمى الخالي (88).
وحرم القائم الايسر زامبيا من افتتاح التسجيل عندما صد تسديدة كريستوفر كاتونغو من مسافة قريبة إثر تمريرة من شقيقه الاكبر فيليكس (95).
وحاول كل منتخب تجنب معاناة الضربات الترجيحية بإحراز هدف المباراة والبطولة خاصة فيلة كوت ديفوار الذين تحسن أداؤهم بشكل ملحوظ مع إقتراب المباراة من نهايتها.
وعرفت الدقيقة 116 قمة الإثارة حيث سقطت كرة طائشة أمام مرمى زامبيا فشل الحارس في الإمساك بها لتتهيأ أمام غراديل الذي فشل في تسديدها بالمرمى الخالي مهدراً هدفاً على الفيلة لينتهي الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل ويلجأ الفريقان للضربات الترجيحية.
ومن بين أقوى اللحظات التي عرفتها هذه الأمسية دخول مئات الأطفال إلى أرضية الملعب والذين شكلوا شريطا أحمرا ٬ يرمز إلى حملة مكافحة داء السيدا ٬ وهي المبادرة التي حظيت باهتمام واسع على هامش هذه التظاهرة الرياضية القارية أو الإحتفال بالسلام في إفريقيا حيت أشعل رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو شعلة السلام.
ويذكر أن منتخب زامبيا، المنتخب الوطني الوحيد الذي لا يتخذ أسماء الحيوانات لقبا له أو شعارا له خلافا للمنتخبات الإفريقية، كالمغرب الأسود وتونس النسور وباقي المنتخبات الإفريقية التي تتخذ من الفيلة رموزا، ويطلق المنتخب الزامبي على نفسه لقب الرصاصات، ويبدو أن الرصاصات قتلت جميع الحيوانات بالقارة الإفريقية وفازت باللقب الذي تم إهداؤه إلى روح المنتخب الزامبي الذي هلك في حادث تحطم طائرة سنة 1993.