أكدت ستيفاني سيكلوسي، المسؤولة بقسم الشؤون السياسية وسياسة الأمن بمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الاثنين ببروكسل، أن المغرب يقوم بدور "حاسم" و"فعال" من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي. وأبرزت سيكلوسي، خلال لقاء عقدته مع أكاديميين مغاربة، يقومون بزيارة للمقر العام ل(الناتو)، أن "المغرب يعد أحد الشركاء الأكثر فعالية في حلف شمال الأطلسي على مستوى الحوار المتوسطي، ويعتبره الحلفاء بلدا معتدلا في المنطقة".
وأضافت، في هذا الصدد، أن عدة عوامل تؤهل المغرب للقيام بدور طلائعي في المنطقة، بالنظر لموقعه الاستراتيجي والروابط التاريخية والمتميزة التي تجمعه مع الدول الأعضاء في (الناتو).
وأشادت بالرؤية "البرغماتية" للمغرب، مؤكدة أن المملكة كانت دائما شريكا مركزيا بالنسبة للحلف الأطلسي، والتي ما فتئت تساهم بشكل جد إيجابي وبناء، خاصة على مستوى الحوار المتوسطي وفي عمليات الحلف.
وشددت "نحن ممتنون للدور الإيجابي جدا والهام الذي يضطلع به المغرب في الحفاظ على الحوار المتوسطي"، الذي بلغ مستوى من النضج بعد عشرين سنة من وجوده، والذي يبقى، أكثر من أي وقت مضى، إطارا لشراكة قيمة وناجعة.
وأبرزت المسؤولة أن حلف شمال الأطلسي يولي أهمية كبيرة لتطوير علاقات التعاون والشراكة مع المغرب، معربة عن استعداد الحلف لتعزيز شراكته وتقاربه مع المملكة.
كما أشارت سيكلوسي إلى انخراط المغرب في تطوير وتعزيز الحوار المتوسطي، مذكرة بأن المملكة كانت قد اقترحت في ماي 2012، على رؤساء الدول والحكومات الذين شاركوا في القمة ال 25 للحلف في شيكاغو، إعلانا سياسيا يرمي إلى إعادة تشيط إطار الشراكة، الذي يشكل ركيزة انفتاح الحلف على بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط .
وأعربت سيكلوسي عن سعادتها لكون "هذه المبادرة حظيت بدعم واسع، سواء من قبل الحلفاء أو من الدول الشريكة". ويعكس الحوار المتوسطي لحلف شمال الأطلسي تصور هذا الأخير الذي يعتبر أن "الأمن في أوروبا مرتبط بشكل وثيق بالأمن والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، ويجسد بذلك ''تكيف الحلف مع البيئة الأمنية لما بعد الحرب الباردة، ويشكل عنصرا هاما بالنسبة لسياسة الانفتاح والتعاون التي يقودها الحلف". ويهدف الحوار المتوسطي، بالخصوص، إلى المساهمة في أمن واستقرار المنطقة، وإرساء أفضل تفاهم متبادل بين البلدان الأعضاء في الحلف والبلدان الشريكة .