مقتل الحسين والصين: من المعلوم أن المغرب بلد سني على المذهب المالكي. إلا أن بعض الطقوس الشيعية تمارس في المغرب بطريقة سنية مبتكرة، ومنها عاشوراء، التي يحتفل بها يوم العاشر من محرم في التقويم الهجري، وتصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد النبي محمد في معركة كربلاء، و يعتبر هذا اليوم لدى الشيعة يوم عزاء وحزن.
وبمناسبة عاشوراء تنتعش كل سنة تجارة الألعاب النارية والمفرقعات، إذ شهد الأسبوع ما فبل الأخير، إقبالا واسعا على اقتنائها، سواء من تجار الجملة أو الباعة بالتقسيط. ويشكل سوق درب عمر بالدارالبيضاء أكبر بوابة تجارية لدخول هذا النوع من السلع القادمة من الصين الشعبية عبر ميناء الدارالبيضاء.
وككل عاشوراء تخلف هذه الألعاب ضحايا ممن يفقدون أعينهم، أو يصابون في وجوههم وأجسادهم بأضرار متفاوتة الخطورة. وقد عملت السلطات المغربية في ما مضى على حظر دخول هذه الألعاب الخطرة ومنع المتاجرة فيها، ولا تُعرف الأسباب التي أدت اليوم إلى رفع هذا المنع.
ليلة أمس، عرفت عدد من الأحياء الشعبية في مدينة الدارالبيضاء أجواء من الهلع، امتدت إلى ما بعد منتصف الليل، لم تسكت فيها أصوات دوي المفرقعات والألعاب النارية والشهب الاصطناعية.
وكانت أحياء درب السلطان والحي المحمدي ودرب غلف والحي الحسني والألفة والبرنوصي وعين السبع، من أكثر الأحياء التي شهدت فوضى كبيرة أحدثها المراهقون بألعابهم النارية وحرائقهم فيما يعرف ب"الشعالة"، مما تسبب في إزعاج المواطنين.
والمثير الذي تم تسجيله هذا العام، هو صيحات التكبير التي كان يطلقها المراهقون والأطفال مع كل دوي انفجار من مفرقعاتهم، بل حدث في عدد من الأحياء أن سمعت أهازيج تختم بذكر: "داعش.. داعش"، من دون قصد بتأييد هذه الحركة المتطرفة، بل فقط لمزيد من الحماسة والإثارة فقط، وهو ما تم تسجسبه في إحدى مباريات الرجاء البيضاوي حيث رفع الجمهور، الذي يتحدر اغلبه من الاحياء المذكورة، شعارات "داعش..داعش.." ...
زمزم بماء النار:
أما اليوم، فتنتشر بالأحياء الشعبية ظاهرة ما يسمى ب"زمزم"، وهي رش المارة بالماء. وفي السنوات الأخيرة تطور الأمر من الرش بالماء إلى الرمي بالبيض، بل عمد بعض المراهقين إلى رش الفتيات بماء النار، أي "الماء القاطع"، وهو ما كانت له تداعيات خطيرة، وصلت إلى المستشفيات وأقبية البوليس وردهات المحاكم.
ومما يؤاخذه المواطنون على الأمن هو غيابه الكامل وعدم تدخله لردع ولإيقاف مثل هذه الممارسات الإجرامية التي تسجل خلال ليلة ويوم عاشوراء..