قالت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية، اليوم الخميس، إن قرار السلطات الجزائرية، الرافض لنقل عينات مما تبقى من رفات رجال الدين السبعة الذين قتلوا سنة 1996 بتبحرين بالجزائر، من أجل تحليلها بفرنسا، يشكل "فضحية" أدانتها أسر الضحايا. وأضافت الصحيفة، في موقعها على الانترنيت، أن موقف الجزائر برفض تحليل هذه العينات بفرنسا، أثار استنكار عائلات الضحايا، مشيرة إلى أن السلطات الجزائرية عرقلت نقل هذه العينات التي أخذت مما تبقى من رفات الضحايا، التي أخرجت من القبر الأسبوع الماضي من قبل خبراء فرنسيين.
وتابعت الصحيفة أن أقارب الضحايا يستنكرون العراقيل التي وضعت أمام التحقيق من أجل إجلاء الحقيقة، وتسليط الضوء على الظروف التي قتل فيها رهبان تبحرين، مشيرة إلى أن أقارب الضحايا الذين ينتظرون منذ عشر سنوات الوصول إلى الحقيقة حول مقتل هؤلاء الرهبان، يرون أن عرقلة الجزائر تقديم الدلائل يتعارض مع قواعد القانون.
وكان الرهبان السبعة الفرنسيون قد اختطفوا ليلة 26 -27 مارس 1996 من ديرهم المعزول "سيدة الأطلس" على بعد 90 كلم جنوب العاصمة الجزائرية. وتم العثور على رؤوسهم بعد أكثر من شهرين، في رابع يونيو من نفس السنة .
ووجهت أصابع الاتهام عقب مقتل الرهبان الفرنسيين إلى "الجماعة الإسلامية المسلحة" التي قيل إنها خطفت الرهبان وقتلتهم، لكن التحقيق اتجه أيضا إلى فرضيات أخرى.
وأعرب باتريك بودوان محامي عائلات الضحايا عن غضبه على اعتبار أن العينات المأخوذة قد تؤدي إلى تحقيق تقدم ملموس بشأن معرفة ظروف مقتل هؤلاء الرهبان.
ونقلت الصحيفة عن بودوان قوله إن هذه العينات قد توفر مؤشرات هامة عن طريقة وتاريخ مقتل الرهبان الفرنسيين.
وأضافت الصحيفة أن عائلات الضحايا تحث الجزائر على التعاون عبر تسليم عناصر الأدلة التي يمكن أن تظهر حقيقة ما يبدو أنه "فضيحة دولة".