كتب الصحافي الأرجنتيني ماركو أوريليو أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس الأسبوع الماضي للاجتماع ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة كان أحد الخطابات الأكثر "تبصرا" التي ألقيت خلال السنوات الأخيرة. وأضاف الصحافي الأرجنتيني، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لوكالة " نوتيلامار" العربية الأمريكية اللاتينية، أن " الديمقراطيين والتقدميين وكذا المثقفين والمفكرين والأغلبية العظمى من سياسيي أمريكا اللاتينية والكاريبي لا يمكنهم إلا الانخراط فيما تضمنه خطاب الملك محمد السادس " والذي حدد فيه جلالته " أسس تعاون دولي حقيقي من أجل التنمية ".
وأكد كاتب المقال أن " الخطاب الملكي لم يكن مرافعة من أجل القضايا الكبرى للمغرب ولا إشادة بالتقدم الذي حققته المملكة في مجال التنمية، بل مرافعة من أجل الحقوق التاريخية التي لا تسقط بالتقادم، لمجموع البلدان النامية وخصوصا بإفريقيا."
وأضاف الصحافي الأرجنتيني أن الخطاب " التقدمي" لصاحب الجلالة والذي تلاه رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران خلال الجلسة العمومية للاجتماع التاسع والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت حول موضوع " التنمية البشرية المستدامة " ، أبرز أيضا الريادة " الأكيدة " لجلالته.
وذكر الكاتب بأن جلالة الملك أشار في خطابه بالخصوص إلى أنه يتعين ألا يخضع تطور الدول لأي تنقيط أو تصنيف بل يتعين التعاطي معه كمسلسل تاريخي يقوم على التراكمات الإيجابية لكل بلد في احترام لخصوصياته.
وكان جلالة الملك قد قال في خطابه "ولكنني لست هنا اليوم، لأستعرض عليكم تجربة بلدي، وما حققه من منجزات. وإنما جئت أحمل نداء من أجل إنصاف الدول النامية، وخاصة بإفريقيا، والتعامل الموضوعي مع إشكالية التنمية بها."
ودعا صاحب الجلالة إلى ضرورة احترام خصوصيات كل بلد، في مساره الوطني، وإرادته الخاصة، لبناء نموذجه التنموي، لاسيما بالنسبة للدول النامية، التي ما تزال تعاني من آثار الاستعمار.
ومن هذا المنطلق، وجه جلالة الملك نداء إلى المجتمع الدولي داعيا إياه إلى التعامل بالمزيد من الواقعية والحكمة مع هذه الدول وتفهم ظروفها في مساراتها الديمقراطية والتنموية.