بعد أن وافق البرلمان البريطاني بالأمس، بعد جلسة خاصة استمرت لعدة ساعات، على اقتراح رئيس الوزراء دايفيد كاميرون بالمشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، دخلت هذه المشاركة حيز التنفيذ مع إنطلاق طائرتين بريطانيتين من قاعدتهما في جزيرة قبرص نحو العراق لقصف مواقع التابعة للتنظيم الإسلامي المتطرف. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان طائرتين من نوع "طورنادو" انطلقتا من قاعدة سلاح الجو البريطاني في قبرص التي تدعى "أكروتيري"، لكنها لم تعلن عن أهداف هذه العملية.
وجدير بالذكر ان طائرات سلاح الجو البريطاني تقوم منذ نحو 6 أسابيع بطلعات استطلاعية فوق الأراضي العراقية، لكن هذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها على أوامر إطلاق نار.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وجه للمرة الاولى ضربات جوية على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حمص (وسط سوريا).
وأوضح ان "طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (...) قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة في شرق مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية" بعيدا عن خط الجبهة حيث تنتشر القوات السورية التي تسيطر على حمص، ثالث مدن البلاد.
وقال المرصد، المتواجد في بريطانيا والذي يؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية على الارض، ان ضربات جوية استهدفت مواقع للتنظيم كذلك في مدينة منبج بمحافظة حلب (شمال) وفي الرقة معقل الجهاديين شرق سوريا.
وتابع ان التحالف قصف قاعدة للدولة الاسلامية في منبج في محافظة حلب. وهذه المدينة الواقعة على بعد 80 كلم شمال مدينة حلب هي واحدة من آخر البلدات التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" في المحافظة.
كما ضربت قوات التحالف معسكرات لتدريب الجهاديين وقواعدهم في محافظة الرقة المجاورة، التي تعد معقل "الدولة الاسلامية".
وقال المرصد انه "سمع دوي 31 انفجارا على الاقل في الرقة ومحيطها". واضاف ان الضربات طالت ايضا مدينة الطبقة التي يسيطر عليها الجهاديون وتبعد نحو 50 كلم شرق الرقة.
وذكرت المنظمة غير الحكومية ان عددا غير محدد من الجهاديين قتل في الضربات الاخيرة.
وقال الناشط ضد الجهاديين في هذه المحافظة ابو يوسف ان "صفارات سيارات الاسعاف تسمع في الرقة بينما يشعر السكان بالهلع بسبب كثافة ضربات التحالف". إلى ذلك قال كبار قادة الجيش الأمريكي إن الحملة الرامية إلى هزيمة وتدمير تنظيم "داعش" قد بدأت لتوها. وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل مستخدما الاسم المختصر للجماعة الإرهابية: "نحن في بداية حملتنا لهزيمة وتدمير تنظيم داعش ولسنا في نهايتها".
وقال هيغل في مؤتمر صحفي في البنتاغون إن الولايات المتحدة وفرنسا نفذتا 200 ضربة جوية في العراق في حين نفذت الولايات المتحدة وشركاؤها العرب 43 ضربة جوية داخل سوريا ".
من جهته قال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في تصريحات مساء امس الجمعة إن المعركة ستكون "حملة مستمرة ومتواصلة، وستستغرق وقتا طويلا ". وأضاف أن هناك حاجة إلى ما بين 12 و15 ألف مقاتل من قوات المعارضة لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية في شرق سوريا.
وأضاف ديمبسي "خمسة آلاف لا تكفي. المطلوب... 12 إلى 15 ألفا هم ما نعتقد أنهم قادرون على استعادة الأراضي في شرق سوريا." مؤكدا أن الغارات الجوية أعاقت مراكز القيادة والسيطرة وخطوط الإمداد للجماعة المتشددة علاوة على تأثيرها على البنية الأساسية للتنظيم في سوريا.