أوردت وكالة الأنباء الفرنسية مقالا إخباريا زعمت فيه إضراب سبعة سجناء صحراويين عن الطعام، في سجن "الأكحل" بمدينة العيون، مستندة إلى حديث لمنظمة العفو الدولية "أمنستي"، ووفرت حيزا كبيرا لهذا الخبر، محاولة توجيه اتهامات خطيرة للمغرب، في أفق تحقيق أهداف مغرضة أصبحت واضحة للعيان. الخبر المذكور عار من الصحة فكافة السجناء في المؤسسة المذكورة يتلقون التغذية، فهل الأشباح هي المضربة عن الطعام؟ وكل الدلائل تؤكد أنه لا يوجد مضربون عن الطعام بالسجن المذكور، ونسبت الوكالة كما المنظمة الخبر لعائلة المعتقلين.
لكن لا أحد منهما، سواء الوكالة أو المنظمة، تحدثوا عن الخبر الحقيقي، الذي يتعلق باعتداء السجناء المذكورين على حراس السجن، عبر تكسير الزجاج، في محاولة يائسة لتصوير ما يقع على انه اعتداء على النشطاء الصحراويين المعتقلين، بينما الحقيقة التي لا يمكن حجبها تفيد عكس ذلك حيث عمد احد السجناء الى تكسير كأس وبدأ بجرح انحاء جسمه، في حين هرع حراس السجن الى منعه من ايذاء نفسه.
فوكالة الأنباء الفرنسية تأسست وفق ميثاق أخلاقيات الصحافة، الذي يرتكز على المصداقية والموضوعية، وهي مبادئ تضعها جانبا كلما تعلق الأمر بالمغرب، حيث تعمد إلى تحريف الكلام عن مواضيعه، وتزوير الحقائق كي لا يظهر المغرب بمظهره الحقيقي، وتعمل على تنميق مقالاتها بمصادر مجهولة في غالب الأحيان بدعوى إنها فضلت عدم ذكر اسمها.
فبالإضافة إلى كرهها للمغرب باعت الوكالة نفسها لشيطان منظمة العفو الدولية. وكما يقال "لقد وافق شن طبقة". فالوكالة تكن عداوة للمغرب والتقت بمنظمة "قالت لهم لا تعرفون شيئا" في ممارسة التزوير.
فاللعبة الخسيسة اتضحت اليوم معالمها الكبرى وعناوينها الرئيسية، فالوكالة والمنظمة أصبحتا عاملي نظافة لدى النظام الجزائري، يغسلون بقايا مراحيضه، مقابل الحصول على تعويضات مهمة وتحويلات أهم من عائدات النفط والغاز.
فهدف "أمنستي" بالصحراء المغربية يصب تماما في أهداف الجزائر و"البوليساريو"، وهو تصوير بلد يقمع الحريات وخصوصا حرية النشطاء الانفصاليين، في أفق إعادة الحديث عن توسيع صلاحيات "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، وهي خطوة نحو إدراج المنطقة تحت البند السابع والتي انتبه إليها المغرب جيدا وإلى مضاعفاتها ورفض حتى النقاش حولها.
فكل هذه الأخبار المفتعلة تدخل في هذا السياق البئيس، الذي أصبح مكشوفا والذي تقوده منظمة العفو الدولية ووكالة تمنح نفسها لجمعية تمارس الابتزاز.